يحدق إلى تلك القلادة بين يديه التي عبارة عن سلك ذهبي معلق بها نسر فاردًا جنحيه بمعنى الحرية،
ينظر لها بشوق و حنين، شوق لعائلته الذي انقطع عنها منذ فترة ليست بالقصيرة، و حنين الماضي الجميل الذي كان يعيشه في أمنٍ و رخاء، هل بدأ يندم على فعلته؟ لا، لا يجب عليه ذلك، فقط أن يركز على حياته الحالية، على خطوته التالية، فهو لن يظل يعيش في خوف و قلق منهم، يجب ان يوقف هذه المهزلة، و أن يختفي من هذا العالم نهائيًا، و كأنه لم يكن .
قاطع حبل أفكاره شد ذلك الصغير لطرف سترته لقصر قامته لكي يعيره الاكبر جُل إهتمامه، قبل أن يشير إلى تلك القلادة التي يحملها والده سائلًا ببرائة
( ما هذه؟! )( أنه رمز عائلتنا. )
هكذا أجاب كاسوس محاولًا رسم ابتسامة صغيرة رغم الحزن الذي يغطي وجهه قبل أن يقول مكملًا
( أنه أمانة لديك جون، أحتفظ به حتى يحين وقت مقابلتك لهُ. )
اكمل بغموض لم يفهمه جون لكن قاطع حديثهما صوت دارين منادية عليهما لتناول الطعام قبل ان يذهبَا دون علمهما أن هذا قد يكون حديثهما الاخير .•.•.•.•
( وجدناهم سيدي الحاكم. )
تكلم ذو الشعر الابيض شادًا قامته، يؤدي التحية العسكرية قبل أن يبتسم ذلك الرجل الأربعيني بجدية قائلًا بهدوء مريب رغم أنه يتكلم عن أبنه
( أيها الشبح، أريدهم جميعًا أن يصلوني و اليوم جثة هامدة)( آمرك )
تكلم المسمى بالشبح بنشوة، الآن يمكنه أن يحقق أمنية حياته و هي قتل ذلك البغيض، الذي كان تحت مسمى أمير و هذا ما منعه، و دون الخروج عن القانون.•.•.•.•
( كيف دخلت؟ )
تكلم كاسوس بصدمة، ينظر للغريب الذي أقتحم بيته على حين غفلة( لم يسموني الشبح من فراغ )
تكلم بثقة بينما يتقدم ليجلس على إحدى الأرائك بكل وقاحة ليصرخ به كاسوس بإنفعال
( أخرج من منزلي، لا يشرفني بقاء حثالة مثلك فيه )( لا، لا هل تطرد صديقك من منزلك بهذه الطريقة ؟ يبدو ان الحاكم لم يعلمك آداب الضيافة)
تكلم بإستفزاز ليثير غضب الآخر الذي هجم عليه صارخًا
( لست صديقي، و لن تكون أبدًا.)لكن و دون سابق إنذار و بإشارة من الشبح، دخل العشرات من القوات المسلحة مما أيقظ الأثنين النائمين بسلام و ياليتهما لم ينهضا لان المنظر الذي كان ينتظرهما مروعًا، الأسلحة موجهة عليهم من كل مكان و كاسوس الذي يقف مستسلمًا ليس بيده شيء، بدأ الخوف يتسلل الى قلوبهم، فهل هذه النهاية حقًا؟! هل سينتهون هنا بضغطة على الزناد و كأنهم لم يكونوا في هذه الحياة من الاساس؟! .
بدأت الدموع تتمرد لتسقط على وجنتيها معلنة أنتصارها رغم محاولتها لكبحها، فرؤيتها لزوجها و صغيرها بهذه الحالة و خوفها عليهما لم يكن بالشيء الهين ابدًا، الآن قد تحقق اكبر كوابيسها، لم تعد تستطيع الاحتمال لتنهار ساقطة على الارض باكية مثيرة بذلك القلق بداخل جون و كاسوس قبل ان يقول ذلك الملقب بالشبح بإستمتاع
( لا يزال الوقت مبكرًا على الانهيار، فالقادم أعظم )قالها قبل ان يوجه فوهة مسدسه نحو رأس ضحيته لتنطلق تلك الرصاصة منطلقة تشق طريقها لهدفها الوحيد.
•.•.•.•
أنت تقرأ
" ماضٍ من الرماد "
Vampirosالحالة: مكتملة التنزيل: يومي ( تم التعديل لذلك للقراء السابقين قد تجدون بعض الثغرات) ذِكْرَيَاتُ مَاضٍ تَشَتَتْ وَ تَفَرَّقَتْ حَتَّى طُوَتْ فِي حَادِثَة تُسَمَّى النِّسْيَان. مَاضٍ مَجْهُولٍ، وَ حَاضِرٍ مُؤْلِمٍ ... فَمَا الدَّافِعُ لِصُنْعِ الْم...