PART 24 " نجاح "

111 16 0
                                    

رمقه بنظرات حقد صافية، يمسك جانبه الأيمن الذي تنزف الدماء منه بينما جزءٌ منها يلطخ مخالب آرون التي كانت السلاح المسبب بذلك. ترنح آلبرت ناحية آرون يقاوم ألمه حتى يحصل على ثأره، لكن أعاقه إمساك ماثيو له فور رؤيته و إنتقاله آنيًا نحو مقر القيادة على الفور. اعطى جين نظرة مستحقرة لآرون قبل أن يتبع شقيقه أيضًا.

نظر آرون ليده و أبتسم قبل أن يعود للقتال كأن الذي حدث الآن قد أشفى شيئًا من غليله، ليعود الثلاثة الآخرين أيضًا للقتال.

•.•.•.•

تلهثان بتعب من طول المواجهة، تقفان مقابل بعضيهما في وضعية الإستعداد. تمتمت فلورا
_( أستهنت بكِ بالبداية، لكن يبدو إنكِ لستِ سهلة بتاتًا و مع ذلك أنتِ لا تشكلين شيئًا أمامي. )

لم ترد أولي على الإسائة الواضحة في حقها، بل إتخذت وضعية الهجوم، لتفتح الآخرى ذراعيها بأستخفاف واضح. لحظات و كانت أوليفيا أمامها مستعدة للقضاء عليها نهائيًا، و لكن فلورا أبتعدت بسرعة عنها متجنبة مخالبها، و في لحظة تشتتها شعرت بيد تضيق الخناق على عنقها، و بمخالب أولي تمرر على عنقها لتصنع جرحًا سطحيًا.

_( لا تستخفي بخصمك مهما كان أضعف منكِ. صحيح إنني أمتلك خلايا مصاصي الدماء فقط دون السحرة، و صحيح إنكِ تمتلكين الأثنين، لكن عدم إستخدامك لعقلك بمواجهاتك هو ما جلب نهايتك. )
همس أوليفيا بأذن فلورا كان كفحيح الأفعى التي تنفث سمومها، لكن هذه المرة لم تكن سمومًا، بل نصيحة ربما لن تستخدمها فلورا؛ بسبب إنتقالها لعالم الأموات.

شعرت اوليفيا بشخص يتقدم نحوها بسرعة عالية من الخلف، تحفزت حواسها و أبتعدت عن تلك اليد التي كادت ان تخترق جهة ظهرها اليسرى، وصولًا لقلبها.
رأت ريلينا تقف أمامها في وضعية الدفاع بينما توزع نظراتها على المكان حولهم، كأنما تحبك خطة تستطيع منها تخليص فلورا من يدي أولي و دون إصابة الأولى بشيء.

ضغطت أوليفيا على عنق فلورا بشدة أكثر، مما تسبب بنزف دمائها بقوة أكبر من الجرح العرضي على طول عنقها. أحكمت الإمساك برهينتها جيدًا، بينما ريلينا لم تحرك ساكنًا خوفًا من أن يحدث شيء لفلورا نتائج فعلها.

عدم حركة ريلينا أثار الريبة بقلبها، لكنها تجاهلت شعورها السيء و ظلت تتابع اي حركة من ريلينا و لو كانت بسيطة. ريلينا حدقة و ذكية و ذلك صَعَّبَ الأمر على أوليفيا؛ فمن الصعب قراءة أفكارها من توجهات عينيها.

شعرت بشيء يخترق جانبها الأيسر، لتشهق و تخرج الدماء من فمها من شدة قوة الضربة. أفتلتت فلورا رغمًا عنها، بينما تمسك جانبها التي تتساقط منه الدماء، و تترنح للخلف قبل أن تسقط أرضًا و هي تتألم بشدة. لم يكن ذلك سوى أحد جنود كريستوف الذي وجه ضربته الغادرة في وقت هي فيه تركز حواسها على ريلينا و فلورا.

" ماضٍ من الرماد "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن