PART 15 " نجاة "

159 13 0
                                    

أستيقظت على شعور وخز خفيف في معصمها؛ لتجد إنه بعفل إزالة إنبوب التغذية منه، أبتسمت الممرضة تحييها
_( حمدًا لله على سلامتك، لقد أصبحتِ بخيرٍ الآن يمكنك الخروج. )

أومأت إيجابًا لتردف الممرضة
_( هل سيأتي أحدهم لإصطحابك؟ )

هذه المرة أومأت بالنفي بينما تنطق
_( لا حاجة لذلك، أنا بخير .)

همهمت الممرضة بتفهم، تخرج من الغرفة بعد أن أتممت عملها، تقدمت تلملم أشياءها في إستعداد للمغادرة.

خرجت من الغرفة تغلقها خلفها، تنزل الدرج تقف على الإستعلامات ليخرج لها ورقة خروجها و إخلاء المشفى مسؤوليتهم منها، وقَّعَتْ عليها و تابعت طريقها للخارج، حسنًا عليها الآن أن تذهب مشيًا من هنا لمبحث الميثيلوجيا؛ فهي لن تستطيع أن تستخدم قدرتها هنا بما إن أحدهم يتبعها منذ إكتشاف الجريمة و هي لا تزال تدعي إنها لم تعلم بأمره، وقفت على الرصيف تؤشر لسيارة أُجرة لتقلها لوجهتها.

ما إن وقفت سيارة الأجرة أنتبهت إن الذي يتبعها أوقف سيارة أخرى، يبدو إنه مُصِّر على ملاحقتها، لم يكن يتضح من مَعَالِم وجهه شيء؛ فقد كان يغطي وجهه بقلنسوة معطفه و يرتدي كمامة يغطي بها الجزء السفلي من وجهه، لكن قبل أن تصعد رأته يزيح القلنسوة عن جانب وجهه المواجه لها حيث ترى عينه اليسرى فقط، أخُيِلَ لها إن لون عينه رمادي لامع كما الذئاب؟ لون عيون الشيطان عندما يكون متحول للشيطان داخله! هكذا الأمر إذًا، يبدو إنكَ لا تعرف إقتناء أتباعك جيدًا جاكلين .

وصلت للمكان المطلوب، دفعت للسائق أجرته بينما تنزل و تتوجه نحو مكان عملها، أول من قابلها كان جاكلين الذي إبتسم لها أكثر إبتساماته برودًا لتردها له أشد برودًا بينما تنطق
_( كيف قُتل المجني عليه؟ و متى؟ )

_( لا أظن إن القاتل يحتاج أن يخبره أحدهم بأشياء يعرفها بالفعل. )

_( أعرف ذلك؛ لذلك أسألك أنت بالذات.)

تبسَّم في غيض يرد عليها
_( يمكنكِ التحدث معي بأريحية؛ فأنا أدرك كل شيء سلفًا.)

_( و متى لم أتحدث بأريحية؟! ثم لن تستطيع تهديدي إلا عندما تحضر لي دليلًا محسوسًا، و أنتَ لا يمكنك ذلك قط. )

_( لا تظني إنني أهدف إدخالك للسجن، هدفي أسمى، أن أدمرك حتى تتوسليني لأرحمك. )

ضحكت بكل قوة ضحكة ساخرة طويلة قطب حاجبيه على أثرها، و عندما فرغَت من ضحكها قالت
_( إن تخيلاتك ظريفة حقًا، لقد أعجبتني ثقتك بنفسك، لكن لا تذهب بها بعيدًا جدًا لدرجة توسلي لكَ لترحمني.)

_( لن أرد على سخريتك؛ فالذي يضحك أخيرًا يضحك كثيرًا. )

أبتسمت بينما تتجاوزه و عندما مرَّت بهِ همست بجانب أذنه بصوت بدَا كفحيح الأفاعي
_( هالتك لا تعجبني، شيطان! هذا هو. )

" ماضٍ من الرماد "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن