PART 7 " فخ "

405 34 46
                                    

(المكان فارغ، هذا جيد )
تكلم ينظر يمنى و يسرى يتأكد من أن المكان خالٍ تمامًا، ثم يتقدم ليفتح أحد الأبواب المتراصة هنا و هناك ليتضح أنه باب أحدى حمامات هذا المنزل، يدخله ممسكًا بذلك الكوب بيديه ليفرغ محتواه كاملًا في المرحاض ليحيل مائه إلى الأحمر القاني، لكنه لم يضع حسابًا ذلك الشخص الذي يقف خلفه يحدق به بغيض.

( كيف تدخل للحمام بدون إذن؟ )
صرخ فزعًا من مايكل الذي كان خلفه هو حتى لم يشعر به، ثم كيف دخل لقد أحكم إغلاق الباب، ليرد عليه الآخر صارخًا ممسكًا إياه من أذنه
( هل تظن إنك لو فعلت هذا لن أكتشفك، لن تخدعني حيلة سخيفة كهذه، و الآن تعال معي إلى غرفتي سنتفاهم هناك. )

( لا أريد. )
تكلم جونثان يكتف يديه يعبس مشيحًا بوجهه بطريقة طفولية لينظر إليه مايكل قائلًا بإستنكار
( ماذا؟ ماذا؟ ألا ترى إنك تماديت كثيرًا؟! هيا أمامي و لا أريد أن أسمع منك كلمة. )

( هيي أنتما، لما تصرخان في الحمام؟ ألم تجدا مكانًا لتتجادلا فيه سوى الحمام؟! )
كان جون يريد الرد إلا أن كلام لوكا قاطعه لينتهز مايكل الفرصة، و يجره من ذراعه فاتحًا الباب يخرجان ليقابلهما لوكاري المستغرب من الأمر كله فهذان الأثنان لا يجتمعان إلا إذا مصيبة حدثت، أو تريد الحدوث، و منظرهما هكذا زاد أستغرابه لذا سأل بإستنكار
( ما بكما؟! )

( لا شيء مهم، سوى أن هذا اللعين بدل أن يشرب الكأس سكبه كله. )
تكلم مايكل بغضب لينفجر لوكا ضاحكًا، لينزعج جون من ضحكه و يقول له بضيق
( لم أفعل شيء يثير الضحك. )

( ليس الشيء الذي فعلته هو المضحك، بل أنت ذلك الشخص الهادء و الانطوائي يفعل هذا، لم أتوقع ذلك أبدًا )
تكلم يحاول تمالك نفسه بعد ان شعر بالأزعاج في نبرة صوت الأصغر.

( حسنًا حسنًا، دعنا نمر )
تكلم مايكل يبعد لوكا عن طريقه الذي ذهب و تركهما يتشاجران

•.•.•.•

( هل كل شيء جاهز ديفيد؟ )
تكلم يوجه نظره الواقف أمامه بأحترام مبتذل رادًا عليه محني رأسه
( أجل سيدي، كل شيء مُعَد و الجميع مستعد ننتظر إشارتك فقط )

( أنصرف الآن، و عندما يحين الوقت المناسب سأخاطب فلورا ذهنيًا و هي بدورها ستخبركم، و إلى ذلك الوقت لا أريد مقابلة أحد إلا لأمر خطير. )
تكلم صارفًا ديفيظ الذي أجابه بإنحنائة بسيطة من رأسه و غادر المكان بأكمله

( لنرى ماذا ستفعل الآن؟ )
تكلم متمتمًا لنفسه بطريقة جنونية

•.•.•.•

أكاد أجن، ما الذي يحصل لي، يجب أن أذهب إلى طبيب نفسي بالفعل، لا شيء يساعد من ناحية والداي اللذان بدأَ يقلقان لتصرفاتي الغريبة مؤخرًا، و من ناحية تلك المرأة من تكون؟ و ما هي صلتها بي؟ و لما أنا الوحيدة التي تراها من بين الجميع؟ و المشكلة أنها كل ما سألتها تجيبها بثلاث كلمات و ثم تختفي "انا ذاتك الآخرى "، أسئلة كثيرة تصيبها بالصداع، هي على هذا الحال منذ فترة ليست بالقصيرة ربما شهر أو ربما شهرين لا تعلم، لم تعد تنام جيدًا و عينيها ذبلت و الهالات السوداء أصبحت داكنة جدًا أسفل عينيها، و مستواها الدراسي تراجع كثيرًا بسبب شرودها في الحصص الدراسية، حياتها أنقلبت مئة و ثمانين درجة، قاطع شرودها صوت أمها تناديها
( لورين، العشاء جاهز أنزلي لتناول الطعام )
لتجيبها
( قادمة )
مع أنها لم ترد أن تأكل فشهيتها معدومة هذه الفترة، لكنها لم ترد أقلاقهم فوق قلقهم فهي لم تتناول شيئًا منذ الصباح، حسنًا عليها الآن النزول و إرغام نفسها على تناول الطعام مع علمها إنها ستتقيؤه كله.

" ماضٍ من الرماد "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن