PART 8 "الذاكرة المفقودة"

396 37 34
                                    

كانوا جميعًا متواجدين في غرفة جونثان، الذي كان في غيبوبة لمدة ثلاثة أسابيع على آمل أن يستيقظ في أي لحظة، جالسون دون فعل أي شيء، صمت رهيب يخيم عليهم فقط، الصمت، و الصمت، و الصمت، حتى بدأ جونثان بفتح عينيه تدريجيًا، ثم يغلقهما و يفتحهما و يكرر ذلك مرارًا لكي تعتاد عيناه على النور، فور إستيقاظه بالكامل تعالت اصوات الفرح و السرور لكن ما فاجأهم صراخ جون و بكائه المفاجئ
( أخرجوا، لا أريد رؤية أحد )
كان يصرخ بهستيرية من بين شهقاته العالية، حاولوا التكلم معه و الفهم لكنه كان يكرر صارخًا.
( أخرجوا. )
( أخرجوا.)
لم يجدوا حل إلا الخضوع إلى رغبته، فأنسحبوا بهدوء حتى يهدأ بينما أجهش جونثان في البكاء.

•.•.•.•

( ماذا حصل؟ )
سأل يعقد حاجبيه ليرد عليه أندرو بقلق
( لا أعلم ما الذي جرى له، لكنه عندما أستيقظ بدأ يصرخ و يبكي و لا يريد مقابلة أحد )

( حسنًا، سأتفقده ربما يرغب في مقابلتي )
تكلم مغادرًا الردهة، تاركًا الآخرين خلفه.

•.•.•.•

( قلت لكم لا أريد مقابلة أحد. )
صرخ جونثان بغضب عند سماعه الطرق على باب غرفته، كان جالسًا، يضم قدميه ان إلى صدره، و يحيطهما بيديه، يدفن رأسه بينهما.

فتح الطارق الباب غير مبالي بكلام جون الذي صرخ دون أن يرفع رأسه لمعرفة هوية الطارق
( بما تفهم؟ قلت لكَ لا أريد رؤية أحد أيٍ يكن )

( لا تريد رؤية أحد؟ حتى أنا؟)
تكلم الطارق بود ليرفع جونثان رأسه بصدمة و ينطق بذهول، ممزوج بفرح
( مايكل، أنتَ حي! )

( ماذا؟ و هل تظن ضربة خفيفة كتلك قد تقتلني؟! )
تكلم مايكل بتغطرس ليقول جونثان يمنع نفسه بصعوبة من الأستهزاء و السخرية منه
( كيف ذلك؟ لقد أُصِبت أمامي و نزفت كثيرًا لذا ظننتكَ مت لا محالة )

( ربما لا تعرف، لكن هناك ميزة لدى مصاصي الدماء و هي أن الجراح تشفى تلقائيًا فور إصابة الشخص بها و تقوى هذه الميزة لدى المهجنين، و يستغرق شفاء الجرح على حسب، فإن كانت الإصابة بليغة فهي ستطول قليلًا إما أن كان جرح سطحي فهو سيستغرق عدة ثواني فقط، لكنها لا تعمل في حال كان الجسد المصاب بحاجة إلى الدماء أو أنه نزف كثيرًا.)
تكلم مايكل، يتقدم ليجلس على السرير بجانب جونثان الذي أعتدل في جلسته ليصبح مقابلًا لمايكل قائلًا له
( حدثني عن مصاصي الدماء، عن قدراتهم و نقاط ضعفهم )

( هذا ليس موضوعنا الآن، هناك أسئلة كثيرة و لقد أتيت إلى هنا على آمل أن أجد لها أجوبة شافية، لما فقدت الوعي في ذلك اليوم عندما أصبت؟ لا أظن أنك تخاف من الدم فأنت تشربه يوميًا، و لم تتأثر، و لا لأني أصبت، لأن الكثيرين هناك أصيبوا إصابات بليغة و ماتوا على أثرها و أيضًا لم تتأثر، و السؤال الذي يحيرني أكثر ما سبب صراخك و بكائك فور إستيقاظك؟ )
فور نطق مايكل لهذه الأسئلة إنهار جون باكيًا، ليربت مايكل على رأسه مبعثرًا شعره ليحيله إلى فوضى عارمة قائلًا بلطف.
( لا بأس، لا بأس، كل شيء على ما يرام )

" ماضٍ من الرماد "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن