الفصل الثامن

5.1K 229 21
                                    

قال: إن الفقدان لا يؤلم ، ثم بكي .

- مين قال انى نسيتك

تمتمت بتلك الكلمات بخفوت ثم تنهدت بعمق لتزيل تلك العبرات التى فرت من مقلتيها بغتة ..!
التفتت الى جانبها اثر تلك الحمحمة التى صدرت الى جانبها لتجد احدهم يقف فى شرفة المنزل المجاور لهم لتعقد حاجبيها بتعجب فذلك المنزل لم يسكنه احد منذ مدة كما ان ذلك الشخص غريب .. ربما ..!!

ليس غريب تعلم انها رأته من قبل ،، وكأن روحها تألفة ..!! التقطت اذنيها كلماته لتنتبه حيث قال :-
احم .. شايفك سرحانة و واقفة لوحدك غريبة ..!!

عقدت حاجبيها وتساءلت بإهتمام :- ايه اللى غريب انى اسرح بأفكارى شويه ..!!

ابتسم بهدوء يهندم من نظارته الطبيه ليتكئ على سور الشرفة متنهدا ليردف ببعض من السخرية :- غريب او من النادر ان شخصية زيك تعيش لحظات عمق وتسرح بأفكارها

قسمات وجهها مزهولة فمن اين له بمعرفتها ، لا تنكر انها مندفعة و هوجاء وذات تصرفات جنونية ولا تفكر فيما تفعل ، لكن العجيب من اين له بمعرفة ذلك ...!!

- ثوانى .. انت نفس الشخص اللى كتبلى على دراعى صح ...!!

تساءلت وهى تضيق عينيها بترقب للاجابة وقد اومأ لها بتأكيد مع ابتسامة لضرب كفيها ببعضهم بإنتصار كونها قد استطاعت تذكره .. ولكن ذلك لم يطفئ دهشتها فقد قابلته فقط مرة واحدة فقك ...!!
نفضت تلك الافكار عن رأسها

تساءلت مجددا بتوجس :- بس غريبة من زمان ومفيش حد ساكن فى البيت دا ..!! والاغرب انك سايب القاهرة وجاى القرية هنا بعد السنين دى كلها وقررت تسكن هنا ..!!

ضيقت عينيها واكملت :- هو انت اسمك ايه ...!!

لن ينكر انه شعر بالارتباك قليلا خصيصا مع تلك النظرات التى تتفحصه بدقة ولكن سرعان ما اردف بتبرير :- احم .. اولا فعلا اصحاب البيت سايبينه من زمن لانهم عاشوا فى القاهرة بعدين ومحبوش انهم يبيعوه ، ومن كام يوم كنت مع صديق ليا اللى هو وارث البيت من اجداده يعنى صاحب البيت و هو اللى اقترح انى اقضى كام يوم هنا ... وصدفة انى شوفتك دلوقتى تانى ..

نظرت له بتشكك بعض الشئ تنظر له بترقب منتظرة اجابته على سؤالها الآخير ،، همهمت له ليكمل حديثه و قد لاحظ ذلك ولم يكن يود المخاطرة بذلك عقله يصرخ بعدم المجازفة بينما قلبه يعلن راية الاعتراض على ذلك ويطالب بإخبارها وليحترق العالم

ثوانى فقط لينهى تلك الحرب بنطق تلك الكلمة دون وعى وكأنه مغيب قلبه يظن انه لو اطرق اسمه على مسامعها لعاد كل شيئ الى طبيعته ولكن هيهات ...!

- حمزة ... حمزة الشافعى

عند تلك الكلمة وشعرت بتوقف الزمن من حولها
قلبها .. ذلك النابض الصغير يخفق بقوة اثر الكلمتين
هناك جزء مشوش بداخلها يخبرها ان هناك رابط بينها وبين ذلك الشخص .. !! هو الآخر يتفحص رد الفعل المصاحب لكلماته ،، كان من السهل ان يلاحظ اضطراب تنفسها وحالة التشوش التى اصابتها مما اصابه بالقلق ..

 عشق حمزةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن