الفصل الرابع و العشرون

3.3K 113 86
                                    

ركل "حمزة" الارضية من أسفله بغضب جام ، فللمرة التي لا يعلم عددها تأتي الرياح بما لا تشتهي سفينته ولا ينصفه قدره .

سرعان ما تبدد ذلك الغضب ، وحل محله الأمل عند تذكره أن نعل حذاءه يحوي سلاح حاد من الخلف
وما لبث أن دنى علي ركبتيه ،وبصعوبة انتزع شئ اشبه ما يكون بالمدية الصغيره ليحرر يديه وكذلك قدميه ...

وما بعد ذلك كان هين ، حيث قفز من نافذة صغيرة في احد اركان الغرفة والتي كان من السهل تحطيم إطارها الخشبي المتهالك..
ومن حسن حظه كانت الغرفة الآخري مفتوحة ، ومنها خرج الي ممر طويل يحوي العديد من الغرف علي كلا الجانبين ...

خطى خطواته بحذر مع استكشافه الغرف واحدة تلو الاخري حتي لا يباغته أحدهم من الخلف كما حدث منذ قليل ...

وما كاد يصل الي نهاية الممر حتي وجد "رامي"
وخلفه رجلان من رجاله ...

.......

في الخارج ..
أسفل ستائر الليل المظلمة ....
كانت هناك معركة ضارية لذات الجهتين للمرة
الثانية في نفس الليلة ، وجميعهم في كامل تركيزهم ، ولم يكن هذه المرة "إيلين" و "فريد" و"أدهم" و"جاسر" فقط إنما كانت هناك قوات عسكرية تساندهم ...
كانت ليلة شاقة إذ أن  السماء كانت تمطر رصاصات نارية بدلا من الماء ..

........

في الداخل ....
كان "رامي" اول من تحدث متسائلا بنبرة يشوبها الخبث والسخرية :- علي فين العزم يا باشا ..؟؟

حرك "حمزة" كتفيه في حركة رتيبة قائلا بسخرية :- هكون رايح فين ، انا بس كنت بدور عليك ، اصل
انت كان ليك عندي جميل وانا حابب اردهولك
بعيد عنك مبحبش يبقالي جميل عند حد ..

قهقه "رامي" قائلا :- شوف يأخي وانا اللي ظنيت فيك سوء وكنت فاكرك عايز تسيبنا وتمشي ..

نفي "حمزة" ما قيل بقوة وكأنه تتم ادانته بجريمة ما ، إذ قال بسخرية :- أمشي ..!! معقول ..!! لالالا
مكنتش اتخيلك بالظن السيئ دا ، بقي معقول امشي واسيب الخدمة الفندقية الخمس نجوم دي ..!!
يا راجل قول كلام غير دا ..

اضاف "رامي" بضحكة ساخرة لاذعة :- انا قولت كدا برضه ..

ثم استطرد :- وانا اكمني ابن بلد وبفهم في الاصول
ميرضنيش تمشي من غير ما تاخد واجبك كامل ..

قهقه "حمزة" بملئ فمه وقد راقت له تلك المسرحية الهزلية ، ليردف :- لا وانت كلك كرم ، وصاحاب واجب ، بس الله الغني عن كرمك ، مش محتاجه ..

اظهر "رامي" اصراره بقوله :- مقبولة منك ياحمزة باشا ، بس برضه مش هتمشي غير لما تاخد واجبك وبزيادة كمان ..

ثم اشار لمن خلفه بقوله :- وجبوا معاه يارجالة ..

انتظر بضعة ثواني ولكن لا رد ، وتلك الابتسامة الواسعة المرسومة علي ثغر "حمزة" أكدت ظنونه
وعندما نظر خلفه لم يجد رجاله ، بل وجد جثثهم ملقاة بعيدا بينما"أدهم" و "جاسر" هما من يقفان
خلفه بعد أن نجحوا في التخلص من رجاله والوصول للداخل ..

 عشق حمزةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن