الفصل التاسع عشر

3.8K 148 48
                                    

لو أن النسيان وطن لشددنا به الرحال ووقفنا على أعتابه ولكن النسيان سراب كلما اقتربنا منه رحل بعيداً ...!!

_ أي صوت الدربكة اللى جوا دا ..؟!

أردف "فريد" بتساؤل ما إن خطت قدماه للداخل لتقلب "ياسمين" بصرها على مضض قائلة :- متاخدش فى بالك دول شويه عيال بتتخانق ،،
إدخل يبنى إدخل

عقد الآخر ما بين حاجبيه ليهمس بخفوت يعيد تكرار تلك الكلمة بتعجب :- إبنك ..!!

سار للداخل بتريث حيث مصدر الضجيج الذى احدثوه بإجتماعهم داخل ذات المكان كما هو معتاد

وجد "إيلين" تهتف بضجر وضيق من تحذيرات والدتها الدائمة على وضع الملابس فى خزانتها وإلا ألقتهم من الشرفة :- وليه أعلق هدومي فى الدولاب ما أرض الله واسعه ..!!

توقف حديث الجميع آثر تلك الكلمات لتعلو قهقهاتهم بصخب من تلك التى لم ولن تصبح رزينة ذات يوم ولو بمثقال ذرة ... جذبها "حمزة" ليجلسها بجانبه ويحاوطها بذراعه كي يحميها من بطش والدتها

إرتمي "فريد" على الاريكة بجانب "عمر" و "أدهم"
ليهتف بهدوء ثلجي :- هالوو جايز

عم السكون بالأرجاء ليناظروا بعضهم البعض بترقب ،
تربعت "إيلين" فى جلستها لتناظرهم بوجوم قائلة
:- بما إننا إتجمعنا انا عايزة أعرف الحقيقة كاملة
ومفيش واحد رجله هتعتب بره الشقة دى غير والنقط على الحروف فبالدور كدا كل واحد يحكى الكلمتين اللى عارفهم فلل ..؟!! فل

لم تنتظر حتى أن يوافقها احدهم او يعترض الآخرفقد كان حديثها جاد ونبرتها صارمة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لم تنتظر حتى أن يوافقها احدهم او يعترض الآخر
فقد كان حديثها جاد ونبرتها صارمة ..
تشدق "أدهم" بتهكم :- أعتقد فريد وعمر اكتر إتنين عارفين كل كبيرة وصغيرة فى الحكاية دى .. والباقى كان زى الأطرش فى الزفة ..

وضع "فريد" قدم فوق الآخرى ليتشدق بتهكم مماثل ممزوج بالسخرية :- تؤتؤتؤ والله مش ذنبى إنك مش بتفهم .... ولو إني توقعت إنك فاهم اللعبة من الليفل الأول  بحكم شغلك يا ظابط نص كم

قلب "أدهم" بصره على مضض فهو ليس لديه الطاقة الكافية لخوض تلك الحرب الباردة المعتادة فيما بينهم حتى باتت أمر روتينى لا ضير منه

إستقام "فريد" ليختفى بالداخل لعدة ثوانى قبل أن يعود حاملا كرسى خشبي صغير ،، ليضعه فى المنتصف بين الجميع حتى باتت أنظار الجميع مسلطة عليه بترقب ،، إبتلع "فريد" لعابه ثم بدأ بسرد ما حدث بثبات وهدوء تام :- يوم الحادثة
إيلين إتصابت برصاصة فى القلب يعنى ميتة ميتة بس اللى محدش يعرفه إن عندها إعاقة جسدية والقلب عكس الطبيعى جهة اليمين مش الشمال وقدروا ينقذوها وقتها أنا اقنعت الدكتور المسؤل بخطورة الوضع وبصعوبة وافق يعلن موتها قدام الكل حتى حمزة لأنى مكنش عندى أى إستعداد اخاطر بيها تانى ..وقتها جثة تانية هى اللى إتدفنت على أساس إنها إيلين وانا بنفسي آمنت إن محدش يكتشف دا ونقلناها بيت عمى القديم ومعاها طاقم طبي متكفل برعايتها وكذلك عمر ومرات عمي  عشان يبقوا بعيد عن العين لفترة ولاننا مكناش نعرف إنهم حقنوها بمادة محت جزء من ذاكرتها للأسف إكتشفنا بعد فوات الأوان وكانت المادة دى فعلا آثرت على ذاكرتها بشكل ما ومحت آخر كام سنة من حياتها وقتها لو يا إيلين لو تفتكرى قولتلك إنك إتصابتى فى عملية إشتباك وإنك إتخبطتي فى دماغك وفقدتى جزء من ذاكرتك وإن الكام سنة اللى نسيتيهم مش مهمين على عكس الحقيقة بعترف إنى كدبت عليكى بس دا كان لمصلحتك .. وعدت السنة الاولى اللى خلالها حمزة كان مختفى ومحدش قدر يوصله كأنه فص ملح وداب ولغاية دلوقتى محدش يعرف هو كان فين خلال السنة إياها .. ومع رجوعكم للمنطقة تانى فجأة حمزة ظهر وعلى عكس المتوقع إتفهم اللى عملته وإتقبل قرارى بأنه يفضل بعيد عنك وكأنك ممرتيش على حياته وانا كنت ببلغه اخبارك اول باول ورجعت حياتنا طبيعية بشكل نسبي ..  ويمكن دا كان اكتر قرار غلط اخدته بالرغم من إنه كان لمصلحتك ومع الوقت بدأت عيون رامى تراقبلك كل حركة ورغم تهور حمزة وظهوره فى حياتك فى توقيت غلط إلا إنه كان اكتر قرار صح فى اللعبة دى وبس ... وباقى حكاية كلنا عارفينها ..

 عشق حمزةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن