PART 11

3.8K 331 184
                                    


الصخب كان يعم تلك المدينة من الصباح فالكل يذهب الي أعماله و يؤدون روتينهم اليومي المعتاد ..

و بوسط ذلك كان رايان يقف امام مرآته بغرفته يعدل من قميصه الاسود بهدوء ثم مشط شعره بطريقة جميلة و تركه منسدلاً علي نصف جبهته ليبتعد و يضع ساعته السوداء بمعصمه يعدلها ثم أخذ المعطف و هاتفه ليخرج بعدها ذاهباً للمشفي .

نزل علي درج القصر ليجد والده جالساً كما عادته بجلوسه الدائم و امساكه بأحد الصحف يتفقد أخبارها ليبتسم متحدثاً : أبي أنا ذاهب للمشفي .

رفع جون بصره لابنه و إبتسم ساخراً : آذهب بني و لا تشاجر ذاك المدير رجاءاً .

ضيق عينيه بغيظ و إستياء ليرد متذمراً : أبي دائماً ما تخبرني تلك الجملة .. ثم انني لا أشاجر ذاك السمين .. أنت دائماً ما تقف بصفه و هو يهينني ، فقط لما لا ترميه خارج المشفي و تريحنا منه ؟!

ضحك جون علي تذمر إبنه و تحدث : بني إنه مديرك بالمشفي و هذا من الطبيعي أن يحدث بما إنك مستجد .

رمقة رايان بإنزعاج و ذهب دون أن يضيف شئ ، فوالده عكر مزاجه من الصباح لهذا سيخزن ذلك قبل ان ينفجر بذاك المدير !!

----

"" جلس طفل بالخامسة يضم ركبتيه بين ذراعيه الصغيران بحزن شديد و عيناه أظهرت تلك الدموع التي جفت بهما الا من أثارها ..

رفع يده ليلمس بها حديقته الصغيرة التي دائماً ما يهتم بها و إبتسم بحزن ..

بعد القليل من الوقت شعر بيد صغيرة علي كتفه ليدير نظره ليجد طفلاً بعمره بشعر أشقر و عينان زرقاوتين ينظر له بهدوء و سأله : هل أنت زين إبن العم ميكايل ؟

أومأ زين و ظهر عليه الحزن ليجلس الطفل أمامه و مد يده مصافحاً و قال بمرح : لنصبح صديقين ..  أنا توماس .

حدق زين بتوماس بهدوء قبل ان تترقرق الدموع بعيناه ليبكي ، فشهق توماس بصدمة و اقترب منه بطفولية يسأل بقلق و خوف : لما تبكي يا زين هل فعلت لك شيئاً سيئاً ؟!

نفي زين و ابتسم من بين دموعه ليصافح توماس و رد : لا و لكنك أول شخص يطلب مصادقتي .. شكراً .

ضم توماس شفتيه بإستغراب و سأله بعفوية : أليس لديك أصدقاء ؟

نفي زين بحزن فسأل توماس بدهشة : لماذا ؟

صمت زين و شعر بأنه سيبكي فوالده لا يسمح له بالذهاب لأي مكان لهذا لا يصادق .

":_انا ايضاً وحيد والداي و ليس لدي أصدقاء .. أنت اول صديق لي ."

رفع زين نظرة بدهشة فيما اقترب توماس ليجلس بجانبه و يلعب بالازهار ليبدأ توماس بالحديث معه بكل حماس يحكي له كل ما يحدث له فيما ان زين كان النقيض من توماس المرح فقد كان زين هادئ بشدة و دائم البكاء و لا يتحدث كثيراً و لكن الاثنان أصبحا أصدقاء يتشاركون كل ماجمعهما معاً ..""

 The dark .(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن