بين الجبال و الهضاب شقت السيارتان طريقهما بذلك الطريق المستوي بكل هدوء ، و بداخل السيارة السوداء كان زين يجلس ملتصقاً برفيقه توماس بينما يمسك هاتفه علي أحد مواقع التواصل بينما يضحك بخفه و رفيقه يشاركه بالضحك بما يريانه بالهاتف .
نظر رايان لصورتهما المنعكسة علي المرآه بداخل السيارة و التي تقع علي مستوي نظره و الابتسامة علت شفتيه بخفة سعيداً بأن شقيقه الصغير يضحك و حالته النفسية تحسنت بعد كل شئ مر به .
أعاد نظره للطريق ينظر للطريقان المنفصلان كلٌ بإتجاه و قبل أن يمسك بهاتفه كان قد صدع رنينه ليوقف الولدان بالخلف و أيقظ ويليام الذي كان ينام بتعب بالمقعد الامامي بجانب رايان .
رد رايان بهدوء : أبي ..
الا أن الأخر قاطعه بنبرة أمرة قلقة : رايان إنعطف يميناً بسرعة .
عقد رايان جبينه بقلق و إستغراب : لماذا أبي ؟ .. ماذا يحدث ؟
رد والده بسرعه بنبرة أشد غلظة بينما يحاول أن يسرع ليتبع سيارة إبنه : رايان نفذ دون نقاش لا وقت و سأخبرك ما الأمر فيما بعد .
أومأ رايان بصمت بعدها ليغلق و بدون أن يسأل أحد إلتف للطريق الأيمن بسرعه بينما تخطت و عبرت سيارة والده الرمادية الطريق الايسر حيث المكان المحدد للذهاب إليه في العطلة و خلفها مرت سيارتان باللون الاسود يتبعانها بسرعة شديدة ، فإتسعت عين رايان بقلق و أحس بتلك اللحظة إنهم محاصرون و أن كل شئ ليس سوى مؤامرة ، و لكنه برغم ذلك لم يتبع سيارة والده خوفاً علي إخوته و إبن خاله ، فلابد أن والده أمره بذلك لمعرفته إنهم بخطر .
لاحظ الثلاثة الامر و شعروا بالاستغراب و لكن من بينهم زين لاحظ السيارتان الذان مرَّا خلف سيارة والده ، فنظر لرايان بعد أن ترك هاتفه و نطق بقلق : ماذا يحدث ؟ .. لما إنفصلنا أخي ؟
أجابه رايان بهدوء : لا شئ زين سيقابلنا والدك بالجانـ....
قاطعه زين بغضب و خوف : لا .. أتصل علي أبي الان و إجعله يأتي من هذا الطريق أو إذهب إنت و عد أدراجك .
لم يجيبه رايان بل أكمل طريقه بصمت ظناً أن زين سيصمت الا أن الأصغر عقد جبينه بغضب و خوف شديد إستقر بأعماقه و كل ما يخطر بباله هو تلك المحادثة الغامضة بين الاشخاص الذين كانوا يجلسون مع والده بمنتصف الليل ليقترب من النافذة المفتوحة و أراد أن ينظر خلالها الا أن رايان قام بإغلاقها فوراً و نطق ببرود أمراً : ويل .. عد للخلف و لا تدعه ينظر للنافذة .
فهم ويليام ما يحدث لينفذ دون حرف فهو يعلم أن ما فعله رايان الان و إغلاق النافذة سيجعل زين يصاب بالفوبيا مجدداً و بالفعل منذ أن رأى النافذه تنغلق تدريجياً حتي سكن بعيون متسعة و عيناه تتخيل ان المكان يدور و يقترب منه بطريقة مخيفة و كأنه سينغلق عليه تماماً ، فأخذت أنفاسه تتلاحق و جسده إرتجف بخفة و رغم محاولة توماس لإبعاده الا هذا لم ينفع و كل ما همس به بصعوبة :_ اخي .. المكان .. يضيق !
أنت تقرأ
The dark .(مكتملة)
Acciónحين تكون الوحدة هي كل ما تملك !! حين تشعر بالرضا بعزلتك !! حين تشعر ان الوحدة هي ملاذك الوحيد لتُنفس عن نفسك والتخلص من بطش هذا العالم الظالم !! حين تكون المصلحة هي كل ما يتبعها الجميع من حولك !! حين يكون الالم هو كل ما تشعر به !! حين يكون الظلام هو...