PART 17

2.9K 297 119
                                    


و يحدث أن يأتيك  ما يبعث غبار الفوضى في كل ما كنت تنظمه، يحدث أن كنت تظن انه لن يمر و مر ، يحدث ان فقدت أناساً و إلتقيت بأخرين ، يحدث انك سقطت و يد امتدت لتوقفك ، تظن ان ماضيك لن يعود و يعود علي هيئة الصدفه !!

فتح عيناه الرمادية بهدوء ليحدق لبعض الوقف بسقف الغرفة المزخرف بطريقة جميلة إحترافية !!

رفع يده يضعها علي نصف وجهه بإرهاق ثم أبعدها و إستند بيديه علي السرير ليعتدل جالساً و يده إمتدت لإرادياً لمكان إصابته بينما يحدق بالغرفة .. كانت عبارة عن غرفة كبيرة نسبياً بأثاث جميل و سرير يتوسطها
و ستائر من الحرير مستقرة علي نوافذها الزجاجية الواسعة .. كانت غرفة بأحد الفنادق و لكن أين هو الان ؟ .. و من أحضره الي هنا ؟

فجأة رفع نظره ناحية الباب حين إنساب لمسامعه صوت مفتاح يعبث بداخل الفتحة ، و ما هي الا ثواني حتي دخل شاب بشعر اسود و عينان زرقاء اللون بينما يحمل كيس كبير بين يديه ليدفع الباب بقدمه فإنغلق ثم استدار متجهاً ناحية المطبخ ليحضر الطعام و لكنه توقف و إبتسامة خفيفه ظهرت علي وجهه ليحدث الفتي الصغير بخفة : جيد إنك استيقظ يا صغير !.

ثواني من التحديق حتي نطق بنبرة خافته و هادئة : أين أنا ؟ .. و من أنت ؟

وضع ويليام ما بيده بالمطبخ و تحدث بصوت عالي كي يسمعه مجيباً : لقد فقدت وعيك بالحمام بذلك المتحف و لاني لا اعلم من تكون اضطررت لإحضارك الي هنا فقد كنت مصاباً و جرحك يبدو و كأنه عاد للنزيف.

رفع زين قميصه لينظر للإصابة ليري ان هناك ضماداً ابيض ملفوف حول بطنه وصولاً بظهره غير اول مرة الذي كان الضماد يغطي جرحه فقط ليعيد النظر لويليام الذي كان يصنع طعاماً بإبتسامة جميلة متربعة علي شفتيه و كأنه لا يأوي الطفل الذي يبحث عنه رايان بكل جنون ليجده و قد لا يمر الامر علي خير و خاصةً بسبب علاقته المتوترة مع شقيقه الاكبر !

:_هل .. هل يمكنك إعادتي للمنزل ؟فقد يكون الجميع قلق عليّ.

نطق بتوتر و قلق رغم كون ان هناك شئ داخله يخبره ان من أمامه شاب لطيف لن يؤذيه و لكن ذلك حقاً لا يكفيه حتي يصدق أو يتأقلم .

ابتسم ويليام و وضع البيض في المقلاة  لينهيه و ما ان انتهي حتي وضع عدة أصناف من الطعام علي صينية مستديرة ليأخذها و اتجه ناحية زين حتي وضعها أمامه و جلس علي السرير قائلاً بلطف : أولاً سنتناول الطعام فأنت بالتأكيد جائع و ثانياََ سنتحدث معاً عن عودتك يا صغير .

حدق به زين قليلاً ثم أومأ متردداً فإبتسم ويليام و بعثر شعره الاسود الكثيف قائلاً بلطف : لا تتردد يا صغير .. الفرق بعمري و عمرك ليس كثير لذا إعتبرني مثل كأخ لك اذا أردت .

***

عند كريستيان ..
كان يتجه بسيارته نحو إحدى الاماكن ليصدر من خلفه صوت إحدى الرجلان : سيد كريستيان .. لقد علمت أين ذهب .

 The dark .(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن