المقصد الثاني

41 7 1
                                    

الفصل الاول
في بيان الايمان والكفر

اعلم ان الايمان غير العلم والادراك لان العلم والادراك حظ العقل والايمان حظ القلب فالإنسان لا يكون مؤمنا لمجرد علمه بوجود الله وملائكته وجميع الانبياء والاولياء ويوم القيامة كما ان ابليس كان يعرف كل هذه الامور علما وادراكا ولكن الحق تعالى سماه كافرا اشارة الى الاية الشريفه:
(ابى واستكبر وكان من الكافرين)
وربما هناك فيلسوف يبرهن بالبراهين الفلسفية شعب التوحيد ومراتبه لكنه في داخله غير مؤمن بالله لان علمه لم يتجاوز رتبة العقل والكلية والتعقل الى رتبة القلب والجزيئة والوجدان ولتقريب المقصود الى الذهن نضرب مثلا نحن نعلم بالبرهان والادراك العقلي ان الاموات لا يضرون الانسان وجميع الاموات في العالم لا يتحركون بمقدار ذبابة ونعلم ان الاموات في الظلمة لا يجيبون ورغم هذا ففي الظلماء نخاف من الاموات ويغلب وهمنا على العقل وهذا من جهة ان القلب لم يؤمن بتلك الحقيقة العقلية ولم يصل الادراك العقلي الية ولكن الذين اوصلوا هذا المطلب العلمي الى القلب بتكرار العمل وكثرة الاقدام في الليالي المظلمة على زيارة القبور لايخافون من الاموات بل ينزلون في المقابر ويستأنسون بهذا المكان الهادئ
ان اصحاب الفئة الاولى والثانية شركاء في العلم بان الاموات لايضرون احدا ولكن اختلفوا في هذا المطلب ولهذا لم يؤثر العلم في الفئة الاولى ولكن ايمان الفئة الثانية قد اخرجهم من الوحشة الخيالية الموهومة فعلم ان العلم غير الايمان وهذا المطلب بحسب اللغة ايضا يتناسب مع معنى الايمان لان الايمان في اللغة هو الوثوق والتصديق والاطمئنان والانقياد والخضوع وفي اللغة الفارسية بمعنى الاتباع ومن المعلوم أن الاتباع غير العلم والادراك.

اللهم عجل لوليك الفرج ياالله
🍁🍀🍁🍀🍁🍀🍁🍀🍁🍀🍁🍀

جنود العقل والجهلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن