الفصل الثاني :
في تأثير الطمع واليأس :يمكن ان نميز بشكل اخر بين الرجاء والطمع وهو ان يكون المراد من الطمع رجاء مغفرة المعاصي او غفران مطلق النقائص كما يقول تبارك وتعالى على لسان ابراهيم الخليل: {والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين} الرجاء عبارة عن رجاء ثواب الله والنظر الى رحمته الواسعة ويمكن ان يكون على عكس هذا وضده ايضا يتميز بحسب المقابلة وعلى اي حال فالرجاء للذات المقدسة والطمع بها والانقطاع عن الخلق والاتصال بالحق تعالى من لوازم الفطرة المخمرة ومورد مدح ذاته المقدسة ومدح المعصومين عليهم السلام قال الله تعالى: {وادعوه خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من المحسنين} ويقول في وصف المؤمنين :(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) وكما ان الرجاء للحق تعالى والطمع برحمته الواسعة والتطلع في نبع فيض ذاته المقدسة هي من شعب التوحيد ومن لوازم الفطرة الالهية المخمرة فقطع الطمع من غيره من الموجودات التغاضي عما في ايدي الناس هما ايضا من لوازم فطرة الله كذلك ان الطمع الى غير الحق والرجاء الى المخلوق من شعب الشرك ووساوس ابليس ومخالفة للفطرة ومن لوازم الاحتجاب. وفي الكافي الشريف بسند الى السجاد علية السلام انه قال:( رايت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في ايدي الناس) وفيه عن ابي جعفر عليه السلام انه قال: اتى رجل رسول الله (ص)فقال: علمني يارسول الله شيئا فقال عليك باليأس مما في ايدي الناس فانه الغنى الحاضر قال زدني يارسول الله قال ايأك والطمع فانه الفقر الحاضر وعن الصادق عن ابائه عليهم السلام قال سئل امير المؤمنين {ع} :ما ثبات الايمان؟ قال الورى فقيل ما زواله؟ قال الطمع وعن نهج البلاغه قال: اكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع .
وفي الوسائل عن احمد بن فهد قال: روي عن ابي عبد الله علية السلام قال: في قول الله تعالى {وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون} قال هو قول الرجل لو لا فلان لهلكت ولو لا فلان ما اصبت كذا كذا ولولا فلان لضاع عيالي الا ترى انه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه ويدافع عنه قلت فيقول ماذا ؟يقول لو لا ان من الله علي بفلان لهلكت ؟قال نعم لا بأس بهذا او نحوه وهذا الحديث من الباب المعارف الالهية واصول الحقائق التوحيدية قد صدر عن معدن الوحي ومخزن العلم الرباني وضامن للتوحيد الخاص والوحدة في الكثرة التي هي قرة عين الاولياء
وهذه الاحاديث الشريفة كفيلة بتاديب النفوس ورياضة القلوب لان تعلق القلب بالمخلوق والغفلة عن الحق جل جلاله من الحجب الغليظة التي تخمد نور المعرفة وتكدر القلب وتظلمه وهذا من اكبر مصائد ابليس الشقي ومكائد النفس العظيمة التي تبعد الانسان عن ساحة الحق المقدسة وتحجره عن معارفه الحقه وما في الروايات الشريفه ان جميع الخيرات مجتمعة في قطع الطمع عن الناس لان قطع الطمع عن الناس هو طريق الانقطاع الى الحق تعالى ويفتح باب الوصول اليه وهو مجمع كل الخيرات ومركز كل البركات التي خمرت الفطرة الانسانية بها وفطرت عليها .اللهم عجل لوليك الفرج
🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁
أنت تقرأ
جنود العقل والجهل
Science Fictionنتكلم عن جنود العقل وهي الطريق إلى الله وعن جنود الجهل لتجنب مصائد ابليس اللهم عجل لوليك الفرج يا رب ❤❤