المقصد السادس🌲🌸

8 3 0
                                    

الفصل السادس:
في فضيلة الرضا وذم السخط:

الكافي باسناده عن ابي عبد الله علية السلام قال:{ راس طاعة الله الصبر والرضا عن الله فيما احب العبد او كره ولا يرضى عبد عن الله فيما احب او كره الا كان خيرا له فيما احب او كره}
وعن ابي عبد الله علية السلام قال:(ان اعلم الناس بالله ارضاهم بقضاء الله تعالى) وعنه عليه السلام انه قال:( قال الله تعالى عبدي المؤمن لا اصرفه في شيء الا جعلته خيرا له فليرض بقضائي وليصبر على بلائي وليشكر نعمائي اكتبه يامحمد من الصديقين عندي) ومن هذا يعلم ان مقام الصديقين الذي هو من اعلى مراتب المقامات الانسانية يحصل بالرضا والصبر والشكر ومعلوم ان مقام الرضا ارفع من ذينك المقامين وعنه عليه السلام انه قال: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لشيء قد مضى لو كان غيره)
وقد حكي عن عمار{ انه قال في صفين اللهم انك تعلم اني لو اعلم ان رضاك في ان اقذف بنفسي هذا البحر لفعلت اللهم انك تعلم اني لو اعلم ان رضاك في ان اضع ظبة سيفي في بطني ثم انحني عليه حتى يخرج من ظهري لفعلت اللهم اني اعلم مما علمتني اني لا اعمل عملا اليوم هذا هو ارضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين}
هذا المقام مقام تحصيل رضا الحق تعالى ويمكن ان يكون غير مقام الرضا ويمكن ان يكون مقام رضا العبد او فناء رضا العبد في رضا الحق
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🌸🌸

وفي الحديث ان موسى على نبينا واله وعليه السلام انه قال: يارب ارني احب خلقك اليك واكثرهم عباده فامره الله تعالى ان ينتهي الى قربة الى ساحل بحر واخبره انه يجده في مكان قد سماه له فوصل الى ذلك المكان فوقع على رجل مجذوم يسبح الله تعالى فقال موسى لجبرائيل اين الرجل الذي سالت ربي ان يريني اية فقال جبرائيل هو يا كليم الله هذا الرجل فقال ياجبرائيل اني كنت احب ان اراه صواما قواما هذا احب الى الله تعالى واعبد من كثير من الصوام والقوام وقد امرت باذهاب كريمته فاسمع ما يقول فاشار جبرائيل الى عينيه فسالتا على خديه فقال متعتني بهما حيث شئت وسلبتني اياهما حيث شئت وابقيت لي فيك طول الامل يا بار يا وصول فقال له موسى يا عبد الله اني رجل مجاب الدعوة فان احببت ان ادعو لك الله تعالى يرد اعضاءك ما ذهب من جوارحك ويبرئك من العلة فعلت فقال رحمة الله عليه لا اريد شيئا من ذلك اختياره لي الله احب الي من اختياري لنفسي فقال له موسى سمعتك تقول يا بار يا وصول ما هذا البر والصلة الواصلان اليك من ربك فقال ما احد في هذا البلد يعرفه غيري او قال يعبده فراح متعجبا وقال هذا اعبد اهل الدنيا.

نعم ان الذين لهم نصيب من جذور المحبة الالهية وقلوبهم منورة بنور المعارف هم دائما يستانسون بالحق تعالى ورضاه فهم لم يغرقوا في ظلمة الدنيا مثلنا ولم يتاثروا بلذات الدنيا وشهوات الدار الفانية فقلوبهم مفتوحه للحق تعالى واسمائه وصفاته لقد اغلقوا قلوبهم واغمضوا اعينهم عن غير الله تعالى
ايها العزيز ان الله تبارك وتعالى يجري قضاءه سواء سخطناه او رضينا به ان التقديرات الالهية ليست مرتبطة برضانا وسخطنا فما يبقى لنا من السخط والغضب هو نقص المقام وسلب الدرجات والسقوط من نظر الاولياء والملكوتيين وسلب الايمان من القلوب كما في الروايات عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: لقي الحسن بن علي عليه السلام عبد الله بن جعفر فقال فقال يا عبد الله كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط قسمه ويحقر منزلته والحاكم عليه الله
وفي الرواية عن ابي عبد الله علية السلام قال: قلت له باي شيء يعلم المؤمن بانه مؤمن قال بالتسليم لله والرضا فيما ورد عليه من سرور او سخط وعن ابي جعفر عليه السلام انه قال: احق خلق الله ان يسلم بما قضى الله عز وجل من عرف الله تعالى ومن رضي بالقضاء اتى عليه القضاء وعظم الله اجره ومن سخط القضاء مضى عليه القضاء واحبط الله اجره.

💚💛💚💛💚💛💚💛💚💛
اللهم عجل لوليك الفرج
ياالله 💚

جنود العقل والجهلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن