جنود العقل والجهل

المقصد السابع ❄

الفصل الثالث☘☘

الشكر من جنود العقل ولازم الفطرة المخمرة وان الكفر من جنود الجهل ولازم الفطرة المحجوبه:

اعلم انه من الفطر التي اثبتها الحق تعالى بقلم قدرته في جميع البشر فهم فيها مشتركون ومتقاربون هي تعظيم المنعم والثناء عليه وكل من يرجع الى فطرته الخالية يجد ان تعظيم المنعم ومحبته ثابتين ومثبتين في كتاب ذاته ان كل الاثنية والتعظيمات التي يتوجه بها اهل الدنيا الى اصحاب نعمتهم ومواليهم الدنيويين هي ايضا فطرة الهية وجميع التعظيمات والاثنية التي يتوجه بها المتعلمون الى العلماء والمعلمين هي ايضا من هذه الفطرة فلو ان احدا كفر بالنعمة او ترك ثناء المنعم فهو متصنع ومخالف للفطرة الالهية وخارج عن الغريزة والطبيعة الانسانية
ولهذا فان الصنف البشري كله باعتبار فطرته يعيب على كافري النعم ويكذبهم ويعتبرهم خارجين عن غريزة الذات الانسانية ان ما ذكرناه راجع الى شكر المنعم بشكل مطلق سواء الحقيقي او المجازي ولكن لابد ان يعلم ان ما هو من الفطرة السليمة ولازم الفطرة المخمرة وغير المحجوبة هو الشكر للذات المقدسة والثناء على المنعم المطلق الذي بسط بساط رحمته في دار التحقيق  كلها وذرات الكائنات كلها تستفيد من مائدة نعمته وظل رزاقية ذاته المقدسة
وحيث ان ذاته المقدسة مطلق الكمال وكمال مطلق ولازم الكمال المطلق الرحمة المطلقة والرازقية المطلقة وبقية الموجودات ونعمها ظل رحمته وتجل من رزاقيته وليس لاي موجود وجمال ونعمة ورازقية من نفسه ازلا وأبدا
وكل من له نعمه وكمال بحسب الظاهر فهو في الحقيقة مرآة رزاقية تلك الذات المقدسة وكمالها
كما يستفاد هذا المعنى على النحو الاكمل من الاية الشريفة: (ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين) حيث حصر الرازقية بالحق تعالى وادق من هذا هو الاستفادة من هذه المطالب من خلال المفتاح الالهي الشريف حيث يقول:
{الحمد الله رب العالمين} حيث يحصر الله تعالى جميع المحامد والاثنية في ذاته المقدسة لاسيما مع تعلق "بسم الله" "الحمد لله" كما هو في سلوك اولياء العرفان واصحاب اليقين وفي هذه اللطيفة اسرار لايخلو كشفها من خطر وبالجملة ان الفطرة السليمة التي لم تحتجب باستار المظاهر الخلقية وترد الامانه الى صاحبها كما هي تشكر الحق في كل نعمة
من اي حامد ومثن تحت اي عنوان ولاي شخص كان في اي نعمة كانت لايرجع الى غير الله المقدسة جل وعلا وان كان المحجوبون يظنون انهم يمدحون غيره ويثنون على غيره ومن هذه الجهة يمكن القول بان غاية بعثة الانبياء رفع هذا الحجاب وطي الاستار التي تحجب تجلي جمال الازلي جلت عظمته ولعل الاية الشريفة: (ان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم) وامثالها اشارة الى هذه اللطيفة ولكن الانسان المسكين المحجوب الذي ستر فطرته الالهية السليمة وراء حجب المظاهر الخلقية المظلمة وأطفأ النور الموهوب من الله حين فطره بظلمات الكثرات الخلقية وطمسه يكفر النعم الالهية وينسب كل نعمة الى موجود ويكون توجهة في رجائه دائما الى اهل الدنيا ويد طمعه ممدودة الى الفقراء مثله الفقر ثابت فيهم
💔💔💔💔🤦‍♂️🤦‍♂️🤦‍♂️😓😓😓😓😭😢
ايها الانسان المسكين المحجوب يا من استغرقت عمرك في نعم الله تعالى غير المتناهية واستفدت من رحماته غير المحدودة ولم تعرف ولي نعمتك واثنيت على الاغيار بشكل عشوائي واظهرت الخضوع لغير اهله نعم ان شكر المخلوق من الوظائب الحتمية كما قالوا : من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق لكن من جهة ان الله سبحانه هو من قرر وسائل بسط النعمة والرحمة لا انها بشكرها تحجب الخالق والرازق الحقيقي لان هذا عين كفران النعمة لولي النعم وبالجملة فلقد علم ان الشكر من لوازم الفطرة المخمرة والكفران من احتجاب الفطرة ومن جنود ابليس والجهل وبهذا البيان تنفتح ابواب من المعارف بشرط الرجوع الى الفطرة والخروج من الحجاب والاحتجاب.