تكملة الفصل الخامس
في طريق تحصيل الايمان🌿🌿ولابد ان لا يغفل في كل حال عن نقصه وعجزه ولا عن رحمة الله تعالى و قدرته ويمد يد الحاجة الى الذات المقدسة ويطلب منها المدد فاذا اشتغل مدة بهذا العمل تتعود النفس على التوحيد ويتجلى نوره في القلب ولابد ان لا يغفل عن شرائط الذكر العامة ولقد ذكرنا في كتاب اداب الصلاة اكثر شرائط قراءة القرآن الكريم وهي شرائط الذكر أيضا فمع انك ما استفدت منها الا انه روي عن نور المتقين انه قال علية السلام: انظر الى ما قال ولاتنظر الى من قال . ولو حاسب نفسه في الليل والنهار لدقائق حسب اقبال القلب وتوجهه اي بمقدار ما يكون القلب حاضرا لتحصيل نور الايمان وطلبه وتحسس فيها اثار الايمان لكان وصوله الى النتيجة اسرع إن شاء الله
ايها العزيز قد يكون الانس بهذه المعاني في اول الامر صعبا والشيطان والوساوس النفسية يزيدان في صعوبته ويؤسيسان الانسان من تحصيل هذه الاحوال ويكبران في نظره سلوك طريق الاخرة والتوجه الى الله فيقول ان هذه المعاني للاعاظم تتعلق بنا بل ربما لة استطاع الشيطان ينفر الانسان منه يصرفه عنه باي نحو كان ولكن الانسان الطالب للحق لابد ان يستعيذ استعادة حقيقية من مكان ذاك الخبيث ولايهتم بوسواسه ولايظن ان طريق تحصيل الايمان امر صعب نعم في البداية يراء له انه صعب ولكن اذا ولج فيه فالله تعالى يسهل له الطريق السعادة ويقربها وبناء على هذا الدستور المذكور بشكل جزئي والذي لا اشكال فيه ولا يخالف اي عمل من الاعمال ولايضر بشيء فمن الافضل ان يقدم عليه طالب الحق اياما فاذا راى في صفاء القلب وطهارته تغيرا وادرك نورانية باطنه زاد اقدامه
ومن المعلوم ان هذه الامور تدريجية تتحقق بطول الزمان وحيث ان لها اهمية فائقة فلابد للانسان ان يتلقاها بالاهمية فهي ليست من قبيل الاضرار الدنيوية كي يقول الإنسان لو لم اعالجه اليوم يكون غدا ولو لم يكون غدا ايضا فليس بمهم فينتهى الامر هكذا
ان هذه السعادة ابدية وشقاوة لانهاية لها ولا اخر والانسان المسكين الغافل يهتم بالامور الدنيوية الزائلة وهو يعلم ويرى كل يوم ان هل الدنيا يتوكونها ويذهبون متحسرين ومع ذلك يبذل جهده في جمعها وتحصيلها ويواجه كل ذلة ومشقة ومحنه وتعب ولايحترز من اي عار او عيب ولكنه واهن وكسول في تحصيل الايمان المتكفل بسعادته الابدية ورغم مواعظ الانبياء والاولياء والكتب السماوية فهو لايترك الوهن والتساهل ولايتفكر في ايام مصيبته وذلته ومشقته ولا تؤثر في قلبه القاسي مواعظ القران ووعده ووعيده بينما تؤثر في الحجر الصلب وتخشع لها جبال العالم .
نعم يقول الله تعالى: (لو انزلنا هذا القران على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)
ايها الانسان القاسي القلب: فكر وانظر ما هو المرض الذي جعل قلبك اقسى من الحجر الصلب ولايقبل قرأن الله الذي نزل لنجاتك من العذاب والظلمات .نعم ان حبائل الشيطان التي تجلت في نظرك في صورة الدنيا باصفرها واحمرها قد سدت طريق سمعك وبصرك وجعلت قلبك منكوسا والان فكر في الاية الشريفه تقول :( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لايفقهون بها ولهم اعين لايبصرون بها ولهم اذان لايسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون) فانظر هل علامات الذين خلقوا لجنهم موجودة فيك ان قلبا حرم من النور من نور التدبر والتفقة وارجاع ظاهر الدنيا الى باطنها لافرق بينه وبين قطعة لحم تشكل القلب الحيواني وان عينا لاترى غير صورة هذا العالم وتعمى عن رؤية العبر والحكمة وان اذنا لاتسمع غير اصوات هذا العالم وتنعزل عن المواعظ الالهية ولاتقبل الحكمة والنصائح لاتكون متميزة عن ابصار الحيوانات واسماعها فالذين ليس لهم هذه الخواص الثلاث العظيمة هم انعام على صورة البشر بل هم اضل من الحيوان لانهم مع اختصاصهم بالقران والكتب السماوية وارشاد الأنبياء وهدايتهم لم ينتقلوا عن مرتبة الحيوانية بل توقفوا في هذا المقام ان الحيوانية هي غاية سير الحيوان ولكن الانسان المسكين في وسط سيره قد اضل عن طريق ولم يصل الى السلوك الانساني وفقد راسمال سعادته وقضى عمره بالخسارة والافلاس وضاع عن طريق الانسانية وصراطها فهذا الانسان اضل من الحيوان كذلك لو خرج الانسان عن التصرفات الرحمانية والعقلانية ودخل في التصرفات الشيطانية والجهلانية فهو ذو صفات حيوانية اكثر من جميع الحيوانات ان قوتي الغضب والشهوة لدى الانسان تحركان العالم وتهدمات بنيانه وتفنيان سلسلة الموجودات وتدكام اساس التمدن والتدين
وقد يقدم اي شخص بدافع الغضب او حب الرئاسة على هدم اساس مئات الآلاف من العوائل وعلى تشريد مجتمع وليس احد من الحيوانات لناره هذا اللهيب ولتنور شهوته هذه الحرارة وهذا هو الانسان ليس لغضبه وشهوته نهاية ولا شيء يطفئ حرصه وطعمه وهذا الانسان بخطئه وشيطنته ومكره وخدعه يرسل عوائل الى المقبرة ويفنيها برياحه العاتية ولو جعلت السماوات والأرض لقمة لهذا الحيوان المتوحش لما انطفات نار حرصه وطعمه ولو سخرت له ممالك العالم لما نقص من اهوائه النفسية شيء ان غير الانسان من الحيوانات اذا وصل الى لقمته انطفأت نار شهوته ولو نادرا وجد بينها ذو تطلع وحرص على الجمع فتطلعه محدود وحرصه ضعيف ان النمل في الربيع والصيف يشتغل بجمع الطعام لان الشتاء قد سد طريق رزقه فيصرف في تلك الايام ما ادخره فلوا استطاع ان يخرج من قريته في الشتاء ايضا كما في الربيع لعله لم يشتغل بجمع الطعام فهذا الانسان الذي لايعلم جمعه على اي اساس فلو كان جمعه من اجل الصرف وتحصيله من اجل العيش فلماذا يتابع تحصيله بعد تامين العيش ولماذا بعد الجمع يشتد حرصه فالانسان الذي اطلق العنان لنفسه اضل وادنى واخس من البهائم ان الحيوانات غاية وهذا الانسان المسكين ليس له نهاية بلى له غاية ولكنه اضل عنها ان الكعبى المقضوده هي بيت الله تعالى والانسان طالب الحق وهذا الطلب الالهي الذي هو من الفطرة الله ليس له غاية غير غاية الغايات وهو لايعرف طريقه ويدور حول المقاصد الباطلة كالمجانين ولاتنطفئ نار طلبه (الا بذكر الله تطمئن القلوب )🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃
اللهم عجل لوليك الفرج ياالله
والحمد لله تعالى انتهى المقصد الثاني
انتظرونا في المقصد الثالث أن شآء آلله 💐💐💐
أنت تقرأ
جنود العقل والجهل
Science Fictionنتكلم عن جنود العقل وهي الطريق إلى الله وعن جنود الجهل لتجنب مصائد ابليس اللهم عجل لوليك الفرج يا رب ❤❤