المقصد الثامن💝

6 3 0
                                    

الفصل الاول
في الطمع وضده اليأس

يوجد في الحديث الشريف اختلالات لعلها من هذه الجهة ويمكن ان يفرق بين الرجاء والطمع بأن الرجاء هو رجاء الرحمة مع العمل والطمع رجاء بلا عمل او عدم رؤية العمل وان كان الطمع بدون العمل بعيدا ان يعد من جنود العقل لان في الروايات الشريفه ذم فيه وتكذيب فيمكن ان يكون هو الرجاء بدون رؤية العمل وهذا من مقامات العارفين بالله الذين تركوا انفسهم وعملهم وهاجروا من منزل وجودهم وبيت انيتهم وانانيتهم وداسوا بقدمهم على رأس المنافع الدنيوية وتحرروا من النشاتين وفتحوا عيونهم على الحبيب وهم عمي عن انفسهم واعمالهم ومع هذا احيا قلوبهم تجلي رحمة الله تعالى فيها ومع ان قدم سيرهم وسلوكهم الى الحق تعالى ورحمته مكسورة فيد طمعهم اليه ممدودة وبه موصولة وعن غيره مقطوعة
وبناء على هذا فأن اليأس الذي هو في مقابل هذا الطمع اعم من القنوط لان مقابل الاخص هو الاعم وهو عبارة عن اليأس من الرحمه اعم من ان لا يكون من اهل الطاعة او كان منهم لكن اعجب بطاعته ورجا بعمله فأن هذا ايضا في سلوك اهل المعرفه ومورد العرفان الاعذب يأس من الرحمة وتحديد لسعتها
وأما الطمع ---كما بيناه --- فهو من جنود العقل وموافق لمقتضيات الفطرة ومقابله من جنود الجهل وضد لمقتضى الفطرة ايضا وهذا واضح لان ترك رؤية العمل والتوجه الى سعة الرحمة هو فطرة عشق الكمال والتنفر من النقص ولازمه الذي ثبت في كتاب ذات العائلة البشرية كلها وكتب بيد القدرة فطرة الله التي فطر الناس عليها كما ان التوجه بانية نفسه والاقبال على الانانية وشعبها التي منها الاعجاب بالعمل من اخطاء جهل الفطرة المحجوبه فهو يعجب بنفسه ويسعى اليها ويحبها ويستقل براية وبالرجوع الى باب الرجاء والقنوط تتضح مباحث اخرى ترجع الى هذا الباب .

اللهم عجل لوليك الفرج
⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘

جنود العقل والجهلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن