.
مساءُ الخير مِن وراء زجاج شُرفتي، ومِن خلف مِقعد المقهى، ومِن أسفل شجرَة البرتقال.
مساءُ الخير لذلك الذي نَسيتُ وما عادَ عزيزي بعد الآن؛
لقد تخطّيتكَ كما تتخطّى الأم طِفلَها الضائِع، ومحوتُ اسمَكَ مِن أوراقي كما تُمحى زُرقَة السماء.
والآن بِتُ أعيش مِن دونِكَ كما يمضي الكمانُ دونَ أوتارِه.
حياتي مُمتلِئة بلاك كما يَمتلِئ الغربالُ بالماء، وأمسَت لياليّ سعيدَةً كطفلٍ سُحِبت حلواه التي لطالما تمنّى قبل أن تمِسّ فِيه.
أحلامي وأخيرًا تخلو مِنك، فما عدتُ أنام ولا أغفو.
ومُستقبلي لم يعُد متوقّفًا عليك، فحياتي غَدت مِن بعدِكَ ثابتةً كشَجرةٍ أبَت أن يُحرِّكها الزمان.
الآن وما عادَ قلبي يَنبض بِك حتّى أضحيتُ على شفا حُفرةٍ مِن الموت.. هل لي أن أراكَ لكي أخبِركَ بأنّني لَم أفتقِدكَ أبدًا ؟!.
.
