ظالِمة الحُسن

35 3 0
                                    

.






لم أدرِك أن العالم يَسير سوى عندما رأيتُ صغيرتك بجانِبك،
وقد كنتُ أظنّه ثابتًا كما أنا، منذُ اللحظةِ التي افترَقنا بها!

سَبعَة أعوامٍ مرّوا مرور النصالِ بروحي، وأضنَتني..

لَم أشَأ الاعتراف طوالها بأنَّكِ لَم تغيبي عَنّي أبدًا،
ولا تعلمينَ عزيزتي كَم أسعَرني عالمٌ ليسَ فيهِ أنتِ..
أويغدو العالمُ عالمًا بلاكِ؟!

مرَرتِ أمامي ومازالَت رائِحتُكِ تُبعثِرُني، ولَم تلتَقِ عَينانا بعد.

بمَيلِ شفتَيكِ وبراءَة عينَيكِ تُشبهين أمُّكِ يا صغيرة،
عدى أنَّ عينيها جَمعَت فِتنَةَ العالَمِ أجمَع، وصَوتَها أحَلَّ قَلبي يَسفِكُه كُلما مَر بِه.

عَلِمتُ أنَّ أبويكِ انفصَلا، ربما أدرَكت أنّ أحدًا لن يُحبها ويقدِّسها كما أفعل أنا.

لطالما أرَدتُكِ مِنّي ولكن يَكفيني أنّكِ مِنها جئتِ، ولَو نثرَت تُرابًا لمكَثتُ أقَدِّسُ رائِحتَه.

هي وفَقط، ظالِمةُ الحُسنِ.

' مرحبًا؟ '

أخرَجني صوتُها مِن صَخبِ أفكاري عنها، كالحَريرِ كانَ على فؤادي.

' مرحبًا '

' لقَد مَرَّ الكَثير.. كَيف تُبلي حتى الآن؟ '

فقيدتي وحَبيبتي.. لستُ أعلَم كيف أُبلي دونك

' على ما يُرام.. ماذا عنكِ؟ أرى صغيرة تتشبّث بفستانِك '

تِلك ابتسامتها الخَجِلة، عِندما لا تعلَم ماذا تقول.. أحفظها عَن ظَهرِ قلب.

' إنها ثمرة جميلة لشجرةٍ أسأت سقيها.. أليست ساحرة؟'

نعم، تمامًا مثلكِ.

أماتُ لَها بهدوء، وتَحَمحَمت.

' هَل رُبما تسمَحينَ لي بتِلك الرقَصة، لأُخبِركِ كَم أنّ حياتي تنقُصها عينيكِ، ولياليَّ لَم تَشهَد اكتمالاً بغيابِك، ولنَلُم حَلكة الليلِ على ما حَدث؟'

تنفّسَت بهدوء،
أعلَم ما يدور بخُلدها عندما تُحيطني بتلك النَظرَة.. إنها تُشفِق علينا الآن.

' دعنا نتظاهَر بأنَّنا لَم نَلتقِ، وأنّك لستَ مَخمورًا بصوتي الآن، وليَذهَب كُلُّ مِنّا بطريقِه.. فَخريفُ عِلاقَتِنا لَن يَحنو عَليه القَدَر بربيعٍ أبدا.. لنَتقبّل هذا '

جذَبت ذَيل فُستانِها برِقّةٍ وتَرَكتني مُنهَزِمًا مُشتاقًا بمكاني، لأبدأ في عَد الأيامِ مَرّة أخرى.






.


Athens Rainfall حيث تعيش القصص. اكتشف الآن