خيط مفقود

54 7 5
                                    

.


تلك الروح المبعثرة للغاية، كيف لك أن تحبها بكُلِ شغَف ؟

ذلك القلب المليء بالفجوات، كيف ملأته حتى أفضى بما به !

كيف لطيور النورس الجميلة أن تقترب من النار بملئ إرادتها ؟!

فككتَ تلك الأصفاد التي عانقت روحي وربَت فوق كتفي بحنان.

ورغم رحيلكَ عَنّي انتظرتُك كُل يومٍ وكُل ليلَة وكُلّي يقين.

أعلم جيدًا أنّك لَن تفتح أستار فؤادي وتتركه ليلتقط الخيبات.

وأثِقُ بك للحد الذي يجعلني أكتوي بسعيرِ غيابِكَ بينما أحيك خيوطًا تعبُر البلاد وتصِل بيننا بكُل رزانةٍ وهدوء.

تُعتَصر روحي وأضلُعي فارِغةٌ، كما لو أنّك اقتلعت فؤادي من مكانِه وأخذته بحقيبتك، تُرى هل تبادلتها عن طريق الخطأ مع أحدهم ؟ ألهذا لم تعُد بعد ؟
والربِ ما همّي فؤادي ولكن همّي لُقياك !

بروحي المُبعثرة سأحبّك مجددًا حتى تمل.
سأنساك وأبدأ بِحُبّك من جديد، وازداد ولعًا يومًا عن يوم.

سأرمي بالكون أجمع ثمنًا لألتقط نظرة من عينيك فقط، وسأهوى مرةً أخرى باكيًة مِن فرط ما أشعر حينها.

سأفك رباط القدر حتى أبيتُ لا أعلم اليوم مِن الأمس كيلا تمُر الأيام دونك، وسأردِم كُل قبرًا يحفره غيابك وأتمسّك بحبّي كطفلي الوحيد.

ولكن كيف لي أن أبقى على خيطٍ طرفَه في الهواء ؟ كيف لي أن أعانِق سرابًا واقتاتُ على حبٍّ غير موجود ؟!

.

Athens Rainfall حيث تعيش القصص. اكتشف الآن