باهت

42 7 0
                                    

.


مع أوّلِ نسمة بارِدَة للشِتاء، أردتُ الرَكضَ إليك وإخبارك أنَّ الجَو أصبَحَ بارِدًا كما اعتدتُ كُلَ عام.. ولكنّي تذكّرتُ أنّكَ لَم تعُد مَوجودًا بَعد!

بكُلِ مَرّةٍ أرغَب بها بالرَكضِ إليكَ تَلفَحُني ذِكرى رحيلِك، وتُهَشِّمُني.

كأنَّ عَقلي يأبى نسيانَك، وفؤداي يأبي تخَطّيك، حتّى مع مرور سنوات عِدّة.

عَزيزُ قَلبي؛
أمّا بَعد، ولَيس مِن بَعدِكَ بَعد.

بماذا أبدأ؟ هل بخذلاني المُتكَرر بكُلِ مَرّةٍ أدرِكُ بها أنّكَ لستَ هُنا، أم لانطِباق العالَم على صدري، أم بالسقم الذي أتخَذ مِن جسدي مَرتعًا بغيابِك؟

أعلَمُ يَقينًا أنّني أفتقِدُكَ وأوَدكَ حاضِرًا بكُل حياتي، كجزءٍ لا يتجزّأ منّي.

صغيرتكَ تكبُر بعيدًا عنك، أما عن أضلُعكَ فلستُ أدري، هل حقًا أكبر بينَ ثنايا روحِكَ أيضًا؟ روحِكَ التي انتزعها التُراب منّي انتِزاعًا.

والرَبّ يعلم إنّ فؤادي ليَزهَد بالعالَمِ أجمَعِ إلا فيك!

أبكي روحي أدمُعًا مُشتاقَة، ويَحرِقُ أوصالي الحَنين، أينَ العالَم بلاك!

بكُل بقعَةٍ تقع عليها عيناي ولا تلمَحك، تفقِد بريقها وتنطفئ.. كأن العالَم خُلِق أسودًا ولوّنته أنت.

ولا أعلَم متى أصبَح العالَم باهِتًا لتِلك الدرَجة!

عزيزُ فؤادي، وفُتَيّ رُوحي، ولمعَةُ عينَي..

لتَرقُد رَوحُكَ بسلامٍ فقَدتُهُ أنا مُنذُ رحَلت.



Athens Rainfall حيث تعيش القصص. اكتشف الآن