قَلبَين

48 10 6
                                    

.



عندما رأيتُك على مقعد الحديقة وسط أوراق الليلك، يتدلّل القمر على جبهتك ووجنَتيك.. حسدتُ القمر كثيرًا، أنّه شاركك جلستك كامِلة، بينما وقفتُ أنا بعيدًا أتأمّلك.

صحتُ بفؤادي المُلتاع أن ويحك لنرحَل! لكنّه لَم ينصِت لي أبدًا.

لدغَتني ثوانِ الليل بينما آمل أن أتجرأ وأقترب منك أكثَر، وتمنّيت لو أنني أستطيع الرسم، كي أحفظ تلِك الصورة معي للأبد، أنظُر لها كُلما شعرتُ أنّ العالَم موحش، فأُدرك أنّك الشيء الوحيد المُضيء به، وأنّك بالعالَم أجمع.

كان تأمّلك يُثير الدمع بعيني، وينهَزِم فؤادي أمام رمش جفنيك عند مرور نسيم الليل البارد.. يا ويلتاهُ حسَدتُ النسيم!

كيف للمرءِ أن يبكي ويثمل لرؤيتهِ مَن يُحِب؟

كيف يرتعِش فؤادُه المغلوب ويَسكُن بقُربِه؟

لَم أفهَم أبدًا متى سقطتُ للأعلى بين الغيوم عندما رأيتُك أوّل مرّة!

والآن أوَد لو أنّ لي فوق عُمري عُمرًا أتأمّلُك بِه.
وبأضلُعي قلبَين أحبّك بهما، فما عاد واحِدٌ يكفي ما أحمِل لك.

- مذكّرات لم تُكتب بعد-



.

Athens Rainfall حيث تعيش القصص. اكتشف الآن