اطلت شمس مشرقة تبعث على الابتهاج ما ان ازحت الستار عن النافذة ، صباح جميل يليق بأفضل يوم في الأسبوع !، عطلة نهاية الأسبوع .... روتيني الاعتيادي لهذا اليوم قد يبدوا للبعض داعيا للشفقة ولكنه بالنسبة لي جنة مؤقتة على الأرض .. اقض النصف الأول من اليوم في قراءة رواية تخرجني من العالم الواقعي الذي امقته بكل مافيه بشدة لأسبح في عالم من شاسع من الخيال والمتعة المطلقة !!... والنصف الثاني اقضيه مستليقا في غرفتي بكسل شديد فيما تطرأ بعض الأفكار في رأسي على فترات متقطعه ....
وهذا فعلا ما انوي فعله اليوم ...
كنت مستغرقا في خيالي الذي تصنعه كلمات الرواية التي اقرأها ... صوت شجار سمعته من نافذة غرفتي قطع علي متعتي .. ذهبت مستاءا لإغلاق النافذة ... رأيت اسلام تتشاجر مع والدها عند باب منزلها الملاصق لمنزلي !!، اسلام فتاة شقية ومجنونة .. تشع حيوية وحياة في كل الأوقات ... لم ارها يوما مستاءة او تجلس بهدوء !!، تغيظني طاقتها الإيجابية وهالة السعادة التي تحيطها دائما .. انا فعلا لا استطيع مجاراتها ؟!! ابدو بجانبها كشخص تعيس يفكر بطريقة غير مؤلمة لإنهاء حياته !!. عاد والدها للداخل وبقيت هي في الخارج تصرخ وتلعن وتركل في الهواء !، فقلت لها من نافذتي من الأعلى :
_ اسلام .. ألا يمكنك اخفاض صوتك المزعج قليلا ؟!!..
نظرت إلى من الأسفل بنظرة حاقدة ثم قالت صارخة :
_ آدم !... انت احمق .. احمق كبير ..
_ لماذا ؟!! لأني قلت لك ان تخفضي صوتك !!!.
_ كلا ... لأنك ترى فتاة مستاءة ولا تأتي لمساعدتها ....
_ حسنا ، حسنا .. امهليني دقيقة وسوف انزل لك ...
جلسنا على الرصيف بجانب منزلها ، تبدو تعيسة بشكل مضحك .. لا يليق عليها الحزن !!.. نظرت إلي بكأبة ثم قالت :
_ اريد الذهاب حالا لنادي الملاكمة الذي يقبع في آخر حينا ....
_ انت حقا مجنونة يا اسلام ؟!!!... انت لست بحاجة لنادي الملاكمة بل لمستشفى المجانين .. ألم يخبرك احد عن مدى سمعة ذلك النادي السيئة وعن المنحرفين الذين يتواجدون هناك طوال الوقت .. انه بؤرة إجرامية ودوريات الشرطة لا تكف عن التوقف عندهم لكثرة مشاكلهم !!!.
_ اعلم .. ومع ذلك انا مصرة على الذهاب ...
قلبت عينها بغضب ثم استدارت بوجهها للجهة الأخرى !، قالت :
_ اريدك ان تأتي معي .. أخاف من الذهاب وحدي إلى هناك ....
_ كلا !... مستحيل !... لا يمكن !.. لست مستعجلا على الموت ...
_ كما تشاء ... سأذهب لوحدي واتركك مع ضميرك ... هذا ان كان لك ....
نهضت اسلام ذاهبة للنادي !!، المجنونة ؟!!.. هي مازالت في المرحلة المتوسطة وتريد الذهاب إلى مكان كهذا ....
_ لماذا انت مصرة على الذهاب يا اسلام ؟!!
_ ان قلت لك فسيتحتم عليك مرافقتي .... حسنا ... ( عادت ) اخي منذ فترة ليست بالطويلة يتردد على ذلك المكان !.. يبدوا بأنه صادق مجموعة سيئة وانا خائفة عليه .. حاول ابي منعه من الذهاب إلى هناك ولكن دون فائدة .. يستغل أي فرصة ويتسلل ذاهبا للنادي .. اشعر بأنه في خطر !.. ربما يصيبه مكروه .. اريد الذهاب إلى هناك لرؤية ما يفعله ....
على بعد شارعين من النادي اقف وإسلام كلصين يتربصان بغنيمة ... مجموعة من الشبان بآذان مثقوبة وملابس مبهرجة تزينها جماجم ورسومات غريبة ويغطي جلودهم الوشم يقفون عند مدخل النادي ... انها فعلا فكرة سيئة !!، لا ادري كيف اقنعتني اسلام بالحضور !!. ان أصابها مكروه فسوف يقع اللوم كله علي ؟!! يا إلهي !!!.... قلت يائسا :
_ اظن بأنه من الأفضل لنا العودة وإلا سنقتل هنا بطريقة بشعة !!...
_ كلا .. لقد وصلنا إلى نقطة اللاتراجع ...
_ نقطة اللاتراجع ؟!! اين هي .. انا لا أرى إلا نقطة ارتكاب جريمة في حقنا فقط !!..
اوقفنا الشبان الواقفين عند المدخل ومنعونا من الدخول ... سأل احدهم عن سبب قدومنا فقلت له :
_ اريد الانضمام للنادي ...
_ العدد مكتمل .. لا يوجد شاغر لمنضمين جدد .. لقد اوقفنا التسجيل للفتية وفقط من يسمح لهم بالانضمام هن الفتيات لوجود شواغر لهن ... ( اقترب نحوي ثم قال ساخرا ) ان كنت فتاة تستطيع الانضمام للنادي ...
انفجر الجميع ضاحكا !... مزحة سخيفة !!، لا ادري سبب ضحكهم المبالغ فيه ولكني وعلى كل حال قد فعلت كل ما اقدر عليه ...
اسلام :
_ اذا .. انا اريد الانضمام .. ايمكنكم الإفساح لنا لندخل ؟....
لقد فعلتها المجنونة ؟!!. ظننت بأننا عائدون إلى المنزل !!... قال نفس الرجل :
_ كلا ... انت مازلت صغيرة ... هيا انصرفوا من هنا ....
كانت اسلام مستاءة جدا في طريق العودة يسيطر عليها هدوء غريب لم اعهده من الفتاة التي لا تعرف كيف كيف تجلس دون حراك !!، قلت لها في محاولة لمواساتها :
_ لقد بذلنا مافي وسعنا ..
_ اجل ... ولكن هذا لا يكفي ..
قفزت إلى رأسي فكرة جهنمية مجنونة ربما لأنني كنت بالقرب من اسلام فقلت دون تفكير :
_ وجدتها .. اعرف فتاة قد تستطيع ادخالنا للنادي !!!...
توقفت اسلام وقالت بحماس :
_ حقا ؟!! ولكن ... لحظة !.. ( طأطأت رأسها وهي تحك وجهها ) تعرف فتاة !!، اتقول لي بأنك تملك صديقة ؟!!!...
_ اجل ... شيء من هذا القبيل !!، ولكن لما تقولينها بهذه الطريقة وكأن الامر غريب ؟!!
_ بالطبع غريب !!.. لم اكن اعرف بأنك تملك أصدقاء ... ظننتك تعيسا تعيش حياتك وحيدا !!...
_ هذا كلام قاس ايتها الطفلة اللئيمة ... ولكن ... ممم !!، انا محرج .. آخر لقاء جمعنا ... لقد !... كرهني الجميع بسبب شيء بسيط قمت به !!!.. لا ادري ان كانت تريد التحدث معي أم لا ؟!....
_ الحمدلله !!. لقد اخفتني يا آدم !!، ظننت فعلا بأنك تملك أصدقاء للحظة !!.. اذا هيا بنا إلى الفتاة المجهولة لنطلب مساعدتها ...... تبدوا مغامرة شيقة ....
ارغمتني اسلام على اخبارها بالحادثة التي وقت في المقهى وبالتفصيل الممل اثناء ذهابنا إلى منزل سارة لطلب مساعدتها .... وفيما كنا نقف امام إشارة مرورية ظهر ضياء على دراجته في الشارع المقابل لنا .. يبدو بأنة يمارس الرياضة الصباحية ... توقف عندنا للتحية ولم يبد عليه أية إشارات استياءه من تلك الليلة !، بل بدى على طبيعته تماما ...
ضياء :
_ إلى اين تذهبون اذا ؟!...
وما ان انهى ضياء سؤالة حتى انطلق لسان اسلام في كشف كل اسرارنا ومخططاتنا له وكأنها تعرفه منذ زمن !!!، وما ان انتهت ... ودعناه مكملين طريقنا .... فقال ضياء :
_ ان لم يكن هناك مانع !، اريد مرافقتكم .. قد أكون مفيدا لكم ان كنت معكم ....
وهكذا انطلق ثلاثتنا لمنزل ساره طالبين مساعدتها حتى نبدأ في مهمة انقاذ اخ اسلام من المجموعة الشريرة .....

أنت تقرأ
مراهقة بطعم الحب الأسود !..
Romanceأنا آدم ... طالب في الثانويه وأكره البشر !!. ولولا خوفي من عقاب والدي المخيف لتركت المدرسة فورا وأغلقت باب غرفتي علي ولم اخرج منها أبدا إلا على قبري !!، لست مأساويا ولا انتحاريُّ حزين !!... كلا !... و على العكس تماما !، انا اعشق نفسي