العقاب يكمن في المقهى ؟!!

106 8 16
                                    


عقاب

كانت تحتضن رزمة من الأوراق !، كثافة شعرها الزهري المموج والطويل المستريح على كتفيها بالكاد يخفي توترها !، لم ترفع عيناها عن الأرض ولم تنبت بشفة ؟!. إنها في غاية الجمال واللطافه !!!، يا إلهي !!، تبدو كملاك لا بشر !، خرجت بكامل جسدي من الغرفة وانا في حيرة من أمري ؟!!، اهي هنا لتوبخني ؟!. لتنتقم مني ؟!!. ماذا تريد ؟! ولما هذه الأوراق معها ؟!....

_ ماذا تريدين ؟!...

لم تجب !، احكمت بقبضتها على الأوراق وبدا عليها الاحراج الشديد ؟!. فقلت لها ببعض الامتعاض :

_ هممم !، اتيت لتوبيخي !، اليس كذلك ؟!.. احضرت والدتك معك أيضا لتقنع أمي بمزيد من العقاب على على رأسي !... انا يا ساره ... انا اخذت عقابي .. ها انا !.. انظري .. محبوس في غرفتي .. اكتب بلا توقف رسالة لعينة عن الاعتذار !!.. مئة مرة .. تخيلي ان تكرري شيئا تكرهينه مئة مرة .. لقد نلت عقابي ... رغم انك تعلمين انني اصطدمت بك بالخطأ !، ماذا تريدين ، الا يكفيك هذا العقاب ؟!!

قاطعتني مسرعة :

_ كلا !!... كلا !، لا اريدك ان تعاقب ، لقد اتيت لتقديم المساعدة ... اشعر بالذنب !. أنا من تسبب لك بكل هذا !، ارجوك ( مدت لي الأوراق ) اقبلهم .. لقد كتبت لك رسالة الاعتذار ... مئة مرة ....

_ ها ؟!!. كتبتي ؟!!... مئة مرة ؟!!!

_ اجل ...

استدارت ساره ما ان اخذت منها الأوراق وانا مازلت في حيرة من أمري ثم ركضت مسرعة للأسفل عند أمي وامها !!... انها حقا ملاك !...

انتهت عقوبتي وها انا في طريقي للمدرسة .. كان صباح جميل بشمس مشرقة وطيور مزقزقة ونسمات عليلة ولكن عقلي الذي اعترف بسوداويته كان يرى هذا اليوم بتشاؤم .. لا ادري لما ولكن اشتم رائحة مؤامرة تحاك في انتظاري !!، اجل .. لن تتركني معلمتي الشريرة ( ملكة الثعابين ) ولن تقبل وترضى بالعقاب الذي فرض علي ... انا متأكد !، ملكة الثعابين لا ترضى إلا باقسى العقوبات وأكثرها دموية .. لازلت اذكر كيف ركضت خلفي العام الماضي وكانت تنفث النيران وتمزجر صارخة في بقية الطلاب لإمساكِي وانا اركض بحياتي خوفا منها في الساحة ؟!!، وكل هذا لاني كتبت مقالة كما طلبت منا ولكنها لم تعجبها .. حسنا ... ربما تماديت قليلا في المقالة !... اعترف ، لقد كانت عن المستقبل والايجابية وهذا الهراء الذي يتفاؤل الفاشلين به ... ولكنني ذكرت في مقالتي والتي يجب ان تكون من تأليفي وبنات افكاري !!، ان اغلب من الفصل وانا منهم بالطبع .. لن ننجح وستكون الحياة لنا نحن الفاشلين كالجحيم ان اصرّينا على التمسك بفكرة اننا قادرين على تحقيق شيء .. فالسواد الأعظم من البشر لن يحققوا احلامهم .. وهذا شيء ليس بالسيء .. انها سنة الحياة التي يجب ان نتقبلها حتى نعيش !.. هممم !، لا ادري سبب انفجارها في ذلك اليوم ..

مراهقة بطعم الحب الأسود !.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن