مراهقة بطعم الحب الاسود !.. ( ٢ )

113 12 8
                                    

في حجرة المديره ...

كل العيون مصوبة إلي فيما أنا محشور في زاوية الحجره !!، تحتضن امي التي استدعتها الإدارة الى المدرسة ساره !، يبدو عليها الاحراج الشديد فابنها الضال كما يظن الجميع بي قد ارتكب جريمة بحق ساره ؟!!، تنظر المديرة لي بعينان تقدح شرارا ووجه متجعد فيه الكثير من الامتعاض !، معلمتي لا تكاد تصدق فعلتي رغم اني لم اتعمد إيذاء ساره ولكن ماضيّ الحافل بالمشاكل لم يشفع لي واصبح اليوم دليلا قاطعا على انني تعمدت ايذاءها ..
رفعت ساره خصلة زهرية من شعرها كانت تغطي عينها اليسرى ورمقتني بنظرة سريعة فيها نوع من الشفقة على حالي !!.. وللأمانه .. كنت بحاجة للشفقه .. فأنا الآن كالفأر المحاصر من مجموعة قطط متوحشة ؟!.. راودني ذلك الإحساس الذي لابد وان يعتري كل مراهق بعد ان يتحتم عليه دفع ثمن طيشه الارعن ، ذلك الشعور الغامر الذي يملئ معدتك عندما تعلم بأنك لن تفلت بفعلتك ابدا !!، وان العقاب مقام عليك لا محاله !، اين ما تنظر تجد جلادك .. ولا يعود هناك مفر لك أينما توجهت  ؟!!. عندها تعلم بأنك مقبل على النهاية .. تماما كالفأر الذي اعتاد سرقة الجبن من المنزل ولكنه في النهاية وجد نفسه محاصرا في زاوية من مجموعة قطط عملاقه !!.
وضعت امي كفيها على وجه ساره برفق ثم قالت :
_ انا اعتذر عما فعله ابني الاحمق بك !!، اعدك بأنه سينال عقابه وسيكون شديد ومؤلم ... ولن يقترب منك مرة أخرى يا ابنتي العزيزه .
اسرعت ساره قائلة :
_ ولكنه لم يقصد ايذائ....
قاطعتها المديرة قائلة :
_ لا تدافعي عنه يا ساره ، لقد اخطأ ويجب ان ينال عقابه ...
فصلت من المدرسة لثلاثة أيام وطلب مني ان اكتب رسالة اعتذار مكررة مئة مره !!!. وكان الهدف طبعا ان اقضي الثلاثة أيام في الكتابة ، أما والدتي فحرمتني من الخروج من غرفتي حتى تنتهي مدة فصلي .. وهنا يجب ان اعترف بأني افلت من فم الموت !، اجل .. لن انسى نظراتهم !، كل واحد مني كان يتمنى ان يصل لي في ذلك اليوم ولكنني خرجت سالما وبحمد الله ... ليس مئة بالمئة ـــــ فقد اضطررت لمواجهة بطش أمي في المنزل ومجموعة من الأحذية الطائرة وبعض الصحون !!!. ولكن بالمجل ... اظن بأن الازمة انتهيت على خير ....
وفي اليوم الثاني من عقوبتي ومع اقتراب المغيب كنت منهمكا في كتابة رسالة الاعتذار وقد أصيب اصبعي بشد عضلي من المجهود الجبار الذي بذلته وكان عقلي على وشك الانفجار من شدة التركيز الذي هو في الأصل من نقاط ضعفي العديدة !!!. سمعت طرقا على الباب ثم ترحيب أمي الحار !!.. قلت لنفسي فرحا  ( لدينا زائر !) انا فرصة جيده لأخذ قسط من الراحة ... اسرعت للأسفل لأرى الزائر .... ساره ووالدتها ؟!!!!.
تجمدت في مكاني عندما رأيتهما وانعقد لساني !، لقد أتت لتوبخني اذا وانا من ظننت بأن مصيبتي الأخيرة قد انتهت !!!. استدرت كالاحمق وركضت إلى غرفتي عائدا !!. اعلم !.... انه اسوء ما قد يفعله المرء في موقف كهذا .. بدوت كالابله .. ولكنني اقبل هذا على ان توبخني ثم تنتقل العدوى لوالدتي فتغضب وتبدأ هي الأخرى !!!.
نادت والدة ساره بصوت اقل من العالي :
_ آدم !!، إلى اين تركض ؟!!.
_ ها !!. لا مكان .. لقد !، تذكرت .. يجب ان انتهي من كتابة الاعتذار ..
دخلت الغرفة وأغلقت الباب خلفي بقوة .. جلست وخبأت وجهي من شدة الاحراج !!. لحظات .... قرع الباب !!!!.
فتحت الباب بقلق شديد ثم أخرجت رأسي ببطئ وقلبي يكاد يقفز من مكانه من شدة الخوف ... واذا بها ساره تقف في الجهة المقابلة من الباب ومعها مجموعة كبيرة من الأوراق !!.....

نلتقي الخميس المقبل

مراهقة بطعم الحب الأسود !.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن