الفصل عشرون ( الأخير )

2K 244 376
                                    

مساء الخير مرة أخيرة في هذا العمل

الصورة فوق هي لجوليا بينما تبيع السم  و لنكون منصفين لسن النساء فقط من ابتعنه منها حتى الرجال ، كل من أراد جريمة كاملة ، و الجريمة لن تكون كاملة أبدا 

استمتعوا بآخر فصل أعزائي و لا تبخلوا بردودكم و آرائكم البناءة لي 

*


تتعلق الحياة بحبل واهن ، حبل شديد الضعف قد تتقطع أوصاله في أي لحظة إلا أنه يغتال الأنفس و الحياة ، فيثبت الوقت قوته و الثواني قيمتها الكبيرة ،   في هذه اللحظات لن تهتم ، سعيدا أو حزينا إنها النهاية و سوف تسطر بكل ما تحمله من حروف  و حركات ، مرفوعة أو مكسورة ما كسر القلب 

اشتدّ الحبل حول رقبتها و ضاقت أنفاسها ، تحرك جسدها ليقاوم و قدميها سبحت في الهواء تتحرك  في مشهد بائس للغاية ،إلا أنها فتحت عينيها لتتنفس بعد شهيق طويل و كأنها أحتجزت تحت الماء لوقت طويل بينما يد تمسك رقبتها من الخلف و ترغمها على البقاء داخله

امتلأت عينيها بالدموع ثم حدقت حولها لتجد أنها في غرفة بسيطة جدا ، جدرانها خالية من اللوحات أو الألوان  و هي كانت ممددة على سرير متوسط الحجم ، اعتدلت لتحدق بكفيها اللتين رفعتهما بينما ترتجفان بخوف ، كانت الخدوش تملأهما و لكنهما تبدوان نظيفتان عكس ما تتذكره و هي تعلق على حبل المشنقة بعد أن تعرضت للعذاب و المعاملة السيئة

فجأة توسعت عينيها و حدقت بنفسها أكثر ، ثوبها الأبيض نظيف و حتى شعرها ، كل شيء حولها متغير فهل ماتت فعلا ؟  رفعت رأسها و أخيرا علمت مصدر الظلمة في الغرفة ، فشخص يتوشح السواد كان يقف بقرب النافذة و يحجب ضوء الشمس المتسلل ....... شخص تعرف هالته جيدا و لكنها مشتتة الذهن و المشاعر في هذه اللحظة

تدافعت الدموع بعينيها و خرجت شهقاتها لتهمس ببؤس

" هل متُ ؟ "

التفت لها المقنع الأسود و هي توسعت عينيها لتنفي ما تراه أمامها ، اقترب منها بهدوء و بطء تتابعه عينيها  ليجلس على طرف السرير ثم أمسك بكفها المرتجفة و قربها له ليقبل باطنها برقة ،  رفع نظراته تجاهها و قرب كفه ليضم بها وجنتها فأجابها أخيرا

" أنتِ لم تموتِ ...... أنتِ حية آميا ، حية ترزقين "

نفت بعدم تصديق ثم أبعدت كفه عنها ، أبعدت الغطاء و استقامت بسرعة لتسارع نحو النافذة التي تراها أمامها ، وقفت بقربها لتبعد ستارها ثم فتحتها و لفحها الهواء ليتسرب و يتعمق بدواخلها ، حدقت حولها فرأت أراضي واسعة خضراء ، أشجارا مثمرة و حصان أسود و آخر أبيض في الفناء الموجود به بئر بني بآجور أحمر  و لكن ما جعلها تتوقف

AQWA TOFANA / أكوا توفاناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن