الفصل الثاني

1.5K 219 233
                                    


مساء الخير قرائي الغاليين

استمتعوا بالفصل 


تحت شجرة كبيرة في الأرض المهجورة بالمدينة توقف الحصان و توقف معه خوفها من السرعة الكبيرة التي كان يركض بها ، ترك هو اللجام ثم نزل عندما قفز ، مد ذراعيه لها ليمسك بخصرها و أنزلها و أثناء ذلك حدق بعينيها الرماديتين من تحت القناع

وضعها على الأرض و أبعد كفيه عنها أما هي رفعت نظراتها له و تحدثت بصوت متوتر و خائف

" شكرا لك "

ابتسم بجانبية ثم أخرج رسالة كانت مضمومة و مربوطة بشريط قماشي أسود ، قربها منها ثم نبس بهدوء

" هذه لكِ ، سنلتقي بنفس هذا المكان بعد يومين عندما يبدأ القمر بالتقلص و أشعته تكون أكثر أمان "

حدقت به بطريقة هي نفسها  لم تفهمها و لم تواتي بحركة لأخذ الرسالة منه فاستغربت نظراته من تحت قناعه هو الآخر لكنه تحرك و أمسك بكفها و وضع بها الرسالة ثم تركها 

 امتطى حصانه  و هي شدت بكفها على الرسالة بينما تحدق به  بدون أن تقول كلمة واحدة ، و عندما انطلق بسرعة ليبتعد  هي أخيرا حررت أنفاسها و تحرك صدرها تضع كفها التي تتمسك بالرسالة عليه ، هل يعقل أنه كان يتعقبها منذ عدة أيام ؟ 

 لكنها لم تصادفه أبدا من قبل في تجمعات المسارح ، لا تعرفه و الجميع هناك لا يعرفون بعضهم البعض  ، و بينما هي هناك غارقة في تحليلاتها سمعت حركة قريبة فرفعت قلنسوة البرنس على رأسها ، أخفت الرسالة بأكمام قميص ثوبها ثم أمسكت بثوبها الطويل و سارعت في العودة للمنزل

كانت الشوارع شبه خاوية و لا يوجد بها سوى بعض الرجال السكارى و هي كانت تسير بتوجس و خائفة من أن يحاول أحدهم الاقتراب منها  بينما تضع كفها على القناع ،  على وجهها حتى تمنع أي أحد قد يهاجمها فجأة من اكتشاف هويتها ،  لكن الجميع كان يبتعد عن طريقها أينما مرت حتى وصلت لمنزل ، وقفت بقرب الباب الخلفي و حدقت حولها قبل أن تدفعه و تدخل عندها فقط هو أبعد قناعه و سحب حصانه الأبيض الذي يمسك بلجامه و غادر يعود من حيث أتى

أما آميا عندما أقفلت الباب و تنفست براحة لأنها أخيرا أصبحت بأمان سمعت صوت والدها خلفها

" أين كنت يا فتاة  ؟ "

التفتت بسرعة فتوسعت عينيها بصدمة لتهمس

" أبي .... "

اقترب منها بسرعة و غضب فأمسك بذراعها ليسحبها بقوة بينما صرخ بوجهها 

" هل تعتقدين أنك قادرة على مغافلتي آميا ؟ "

" أبي أنا "

" تعالي و اخرسي "

AQWA TOFANA / أكوا توفاناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن