مساء الخير قرائي الغاليين
بعتذر على التأخير كان بسبب ظروف
استمتعوا بالفصل
*
يحفر التاريخ بين ثنايا جدرانه العتيقة الكثير من القصص المخفية ، و يسير الكثير من العشاق من أمثال روميو في شوارع المدينة الفارغة على ضوء القمر و حنين القلب ، قد تجلس الكثيرات ممن يمثلن جوليات على الشرفات فلا يجد شجرة يتسلقها الحبيب ليصلهن ، قد تبكي احداهن على وسادتها و قد تنام الأخرى حالمة سعيدة
هجرها النوم هذه الليلة فوضعت رسالتيْ المقنع الأسود أمامها ، جهزت حبرها و ريشتها لتفرد ورقتها ، حدقت بها طويلا و ها هي كلما حاولت كتابة حرف تزورها الدموع ، هاهي تعود و تحدق بالقمر و تتذكر كلماته المتعلقة به ، قد تكون قابلته مرتين فقط و لكن هناك بالتأكيد شيء ينمو داخلها ناحيته
ذلك الرجل كلماته قليلة ، بسماته غير واضحة و نظراته قوية لكنه خذلها و أحنث بوعده عندما وعدها أنه سيخلصها من الماركيز ، تركها لوحدها تواجه غضب والدها عندما هربت لتقابله ، لقد كانت مثل فراشة حلقت حول النار عندما أبهرتها و عندما حط لسع السوط على جلدها أدركت أنها وقعت داخل حفرة من نار فهل من مخلص ؟
تنهدت بضيق و لم تتمكن من مجارات كلماته في آخر رسالة عندما دون لها قصيدة لم تقرأها بكتاب و لم تسمعها بأي عرض مسرحي من قبل ، عندها قررت أن تكتب له عتاب و بذات الوقت وداع ، يجب أن تستسلم لقدرها قبل أن يحل عليها غضب الماركيز ، قبل أن يتفنن الجميع في اهانتهم ، عليها أن تكون قوية و تستغل مكانتها التي وضعها فيها القدر حتى تسيطر على حياتها
غمست رأس الريشة بالحبر و قربته من الورقة لتبدأ بعد تفكير لم يدم طويلا فهي قررت كتابة ما ينبس به قلبها بخفوت
" لقد جعلتك تنتظر كثيرا ردي و مكتوبي هذا ، أنا بعد ذلك اليوم الذي أخذت فيه وعدك بأنك ستخلصني أدركت أن الوعود و العهود لم توضع سوى لتنقض و تنكث ، أدركت أن أحلامي الساذجة هي من جعلتني أجبرك على وعدي أنت من رفضت و قلت أنك لست ندا للماركيز
أنت محق فلا أحد منا ندا لرجل مثله ، لقد وجدنا أنفسنا جميعا مجبرين على طاعته و اظهار الولاء و الاحترام له ، و وجدت نفسي مرغمة على اظهار الحب له ، أنا لا يمكنني أن أحبه و إن سلمته حياتي فذلك ليس سوى جزء من الصفقة التي أتمها مع والدي ، أنا لم أعد ملكا لنفسي ، بل ملك للماركيز لأنه دفع ثمني ثروة كما بلغني ، لست حرة لأنني عبدة و رجل مثلك أيها المقنع الأسود لا تليق به سوى امرأة حرة من القيود و أنا قيدوا حتى مشاعري
آسفة لأن ما كتب برسالتي هذه لم يكن ما انتظرته طيلة هذا الوقت الذي مرّ ، يستحسن أن تصرف نظرك عني لأنني صرفت نظري عن الحياة برمتها و لم أعد حرة الهوى ، قيدوني و وضعوني بقفص ثم بعد أيام سوف يتم حبسي في منزل عالي الجدران و قوي الأسوار لن تجتازه أنت و لن أعبره أنا و هذا وداعي لك أنا من كنت حرة يوما "
أنت تقرأ
AQWA TOFANA / أكوا توفانا
Фанфикالرواية مستوحاة من وقائع تاريخية حقيقية ......... قد يكون عصرا للحب و ازدهار القصص الرمنسية قد تكون الأنثى وردة رقيقة يفوح عطرها لكن لا يجب أن ننسى أن الوردة لها أشواك و أن الكثير من الورود تحمل السم بين أوراقها لا يجب أن ننسى أن الحب قد يتحول...