الفصل الرابع عشر

1.1K 195 140
                                    


مساء الخير قرائي الغاليين 

استمتعوا بالفصل 

*


نصنع المشاهد لتتناسب مع الصورة التي يطلبها قارئ أو المتفرج ، نوافق توقعاته لحد ما و لكن في آخر لحظة قد نتراجع و نقلب كل الحقائق الواضحة و البينة ، سوف نخالف كل ما كان ينتظره و هكذا تماما فعل الماركيز عندما أغمضت آميا عينيها من جديد سامحة لدموعها عبور حدود عينيها الجميلتين 

الآن هي بين ذراعيه و محبوسة في قفص الواجبات الزوجية ، أغمض عينيه هو الآخر و استنشق عطرها الشدي من ذلك القرب الماجن بينهما و بصعوبة سيطر على قلبه و نبضاته المرتفعة أمواجها في بحر عشقه الخفي

فتح عينيه محدقا بملامحها التي رسمت معالم الخوف و التوتر ، ابتسم بسخرية غاضبة و حرك ابهامه يلمس دموعها ثم ابتعد و ترك وجنتها ، كذلك هي فتحت عينيها المبللة بدموعها عندما شعرت بابتعاد لمسته ، رمقته بخوف ، صدمة و غربة بينما هو يبتعد و يستقيم بوقوفه ، ما الذي يفعله هذا الرجل الذي يقف أمامها ؟ لما يستمر في جعلها تائهة و سط صحراء قاحلة ، إنها تبحث عن الواحة التي سوف تلجأ لها و لكنه لا زال يبعدها عنها في كل مرة و يخبرها أن تستمر في البحث ..... لكن إلى متى سيستمر ذلك ؟ 

اتسعت ابتسامته أكثر و هاهي قد لمحت نظرة بائسة بعينيه رغم قوة ملامحه ، رفع بكفه الثانية - التي لم تنتبه لما كان يحمله بها سوى الآن  - خنجرا مزينا ، رفعه أمامها ثم أخرجه من غمده و هي توسعت عينيها و ابتلعت ريقها بخوف ، أسندت كفيها على السرير و حاولت أن تتراجع للخلف ثم همست بخوف و صوت تحتله رنة البكاء

" ما الذي ستفعله ؟ "

لم يجبها لكنه فجأة هو جرح صدره تماما فوق جرح السهم الذي أصيب به من أجلها و هي خرجت منها صرخة كتمتها بصعوبة لتضع كفيها على عينيها حتى تبعد تلك الصورة القاسية عن مقلتيها الساحرتين ، تألم بعض الشيء ليبعد الخنجر و نظر لجرحه ذاك ثم تركه يقع على الأرض و عند سماع صوته هي فتحت عينيها و أبعدت كفيها ببطء

لا تزال مصدومة من أفعاله المجنونة و لا تدري ماذا تقول و لا حتى ماذا تفعل و لكنه استثناها من كل هذا و اقترب لينبس بغضب

" ابتعدي ...... "

رفعت نظراتها ناحيته فرأت الدماء تتوسع بقعتها على صدره

" أنا .... أنا "

قالتها بخوف و هو صرخ بوجهها

" قلت ابتعدي "

عندها بسرعة استقامت تبتعد و هو سحب الأغطية ليرميها على أرض ، سحب الغطاء الذي يفترض أن يناما عليه عندما أمسكه من الوسط ثم قربه ليمسح به دماء صدره و هي توسعت عينيها عندما فهمت مغزى كل ما قام به فعادت ترفع نظراتها اليه و هو تجاهلها و لم يترك الغطاء

AQWA TOFANA / أكوا توفاناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن