الفصل السادس عشر

1K 194 166
                                    

مساء الخير قرائي الأعزاء

استمتعوا 

*


 قد تمر علينا أيام الخوف و نحن نمسك بقلوبنا ، يهجرنا النوم ليلا و نحن نتوسد نفس السرير مع الخوف ممسكين بسلاح واهن سوف يُصْفَعُ من بين أيدينا في لحظات تخوننا القوة و العزيمة فمن سينتصر في النهاية ؟ الخائف أم من يثير الخوف ؟ 

مرت عدة أيام على حادثة اختطاف آميا من طرف المقنع الأسود ، هذه الشخصية التي ظهرت للعيان مؤخرا ، الناس لن يربطوا ظهورها بأي شيء يقع من حولهم لأنهم ببساطة مجرد أناس بسيطون بعقليات ساذجة تماشي عصرهم الذين يعيشون فيه

صباحا و بينما الماركيز كان يرتدي ثيابه حتى يغادر نحو الكتدرائية ليباشر أعماله اليومية هي كانت تجلس عى طرف السرير و تحدق به من الخلف ، تنظر له و لا تستطيع أن تكون واثقة من قرارها ، هو لا ينفك يعنفها ، يعاملها ببرود و جفاء و أحيانا عندما تستيقظ تجده ينظر لها بنظرات غريبة فيزرع الشك و الخوف بنفسها لتقرر أنها سوف تسير بخطها مع المقنع و لكن بطلوع الشمس كل تلك القرارات و الأفكار ستذوب كما يذوب الجليد

شدت على كفها و هو تحدث بعد أن رمقها من خلال المرآة ، تغضبه جدا لأنها لا تتحرك و لا تنفد الخطة و هذا يجعل المزيد من الضحايا يذهبون بدون أن يتمكن من امساك المجرم الأول و الحقيقي الذي تسبب بسلسلة القتل هذه

التفت لها و هي كانت شاردة فحدق بحذائه الأسود ذو العنق الطويل ثم ابتسم و تحدث

" أنتِ "

رفعت نظراتها نحوه ، عكرت حاجبيها بعدم رضى فبينما الجميع يعاملها باحترام هو يقلل من شأنها و يتفنن باهانتها و الآن تحدث

" اجلبي قطعة قماش و امسحي حذائي "

توسعت عينيها و همست

" ماذا ؟ "

" هيا بسرعة تحركي "

قالها بزجرها فشعرت بالكره يتنامى نحوه في قلبها أكثر ، عبست و أظهرت ذلك الوجه المتمرد الذي يحبه لتستقيم و تقترب تقف مقابلة له ، بل مواجهة له بأعنف كلمات

" ما الذي تضنه ؟ هل جننت أم فقدت رشدك  ؟ "

عندها بقوة شد على ذرعيها و جذبها اليه ليحدق بعينيها القوية ، إنه يدري و يعلم جيدا أي كلمة تجعل نيران الحقد و الكراهية تستعر داخلها

" تذكرت أنني اشتريتكِ ...... أليست العبدة تمسح لسيدها حذاءه ؟ "

عندها دفعته بكفيها التي وضعتهما على صدره و ابتعدت لتشير له بسبابتها

" توقف عن قول عبدة ...... أنا لست عبدة "

" أنت كذلك آميا ...... والديكِ بعاكِ لي ثم فرا هربا من العار الذي ألحقته بهما "

AQWA TOFANA / أكوا توفاناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن