سيعطونها سكوروخودوف ! هه ! ثم إن هذا اللقلق لن يتخلف عن دفعهما إليّ متى أردت.
سأشتري لكما يا صاحبي ملاعق من فضة، وسكاكين جيدة _لا من فضة طبعاً، ولكن متينة_ وصدرية .. أعني صدرية لي أنا، لأنني سأكون وصيفكما .. ولكن عليك الآن يا صاحبي أن تشدّ عزيمتك.
وسأكون اليوم وغداً، وطوال هذه الليلة، واقفاً ورائك أحمل عصا .. سوف أجعلك تفطس من كثرة العمل.
يجب إنجاز العمل يا فاسيا، يجب إنجازه بأقصى سرعة يا صاحبي ! حتى إذا فرغت منه عدنا نسهر عندهم، وسعدنا بذلك كلانا ! .. سنلعب هناك لعبة اللوتو .. وهكذا سنقضي سهراتنا .. آه ما أحلى هذا ! لكم يحز في نفسي أنني لا أستطيع معاونتك في عملك ! لشدّ ما أتمنى لو أستطيع أن آخذه عنك، وأكتبه لك !
لماذا ليس خطّانا واحد أيضاً؟
قال فاسيا :
- نعم نعم .. يجب أن نحثّ الخطى ! أحسب أنها الحادية عشرة الآن .. يجب أن نحثّ الخطى .. إلى العمل !
إن فاسيا الذي كان إلى ذلك الحين يبتسم تارةً، ويحاول أن يقاطع تدفق صديقه بـملاحظة فرحة تارةً أخرى، أي كان متحمساً تحمّساً كاملاً، قد صمت فجأة بعد أن قال ذلك الكلام، أصبح كالأخرس لا ينطق بحرف، وأخذ يغذ الخطى كأنه يركض ركضاً حتى يصل إلى مسكنه بأقصى سرعة.
لكأنّ خاطراً مشؤوماً قد راوده على حين فجأة، وسقط على رأسه المحترق سقوط كتلة من ثلج، فانقبض صدره انقباضاً أليماً.
شعر أركادى إيفانوفيتش من ذلك بقلق. لقد أصبح فاسيا لا يكاد يجيب على أسئلته المُستعجلة، فهو يكتفي بكلمة واحدة قد لا تمت إلى
أنت تقرأ
BRO |✔| اقرأ 1
Short Storyقلب ضعيف |✔| للأديب الروسي فيودور دوستويفسكي تحت سقف واحد، وفي شقّة واحدة، في الطابق الرابع كان يعيش شابان زميلان في الخدمة هما أركادى إيفانوفيتش نيفيديفتش وفاسيا شومكوف 🌵