539

150 32 4
                                    

إلى المطبخ يتحرك حول السماور. واستمر فاسيا يكتب أثناء ذلك.

وهرع أركادى إيفانوفيتش يرتدي ثيابه ويركض إلى الخباز حتى يستطيع فاسيا أن يقتات الليل. فما انقضى ربع ساعة إلا كان السماور على المائدة يتصاعد منه البخار.

صبّ الصديقان الشاي. ولكنهما لم يتوصلا للانخراط في حديث. كان فاسيا يبدو ذاهلاً. وفجأة قال كمن ثاب إلى نفسه : 

 - نعم .. يجب أن أذهب غداً لتقديم تمنياتي بمناسبة عيد رأس السنة.  

 - ما أنت في حاجة إلى ذلك. 

 - بل لا بدّ من ذلك يا صاحبي.

 - ولكنني سأوقع عنك لدى الجميع ! لا تهتم ! غداً ستعمل. لو كنت محلك لعملت اليوم حتى الساعة الخامسة، ثم نمت. وإلا فما عسى تكون حالتك غداً. وسوف أوقظك في الساعة الثامنة. 

قال فاسيا وقد اقتنع نصف اقتناع :

 - ولكن هل يليق أن توقع عنّي؟

 - لمَ لا؟ الناس جميعاً يفعلون ذلك. 

 - مع ذلك أخشى أن ..

 - ولكن ماذا تخشى؟ 

 - لا أعارض في أن توقع عنّي لدى غيره .. أما لديه هو، لدى جوليان ماستاكوفيتش .. فذلك .. لاحظ أنه المحسن إليّ يا أركاشا .. فماذا يكون وضعي  لو لاحظ أن التوقيع ليس توقيعي؟

 - لو لاحظ .. إنك لـغريب الأطوار حقاً يا فاسيوك ! كيف يستطيع أن يلاحظ ذلك؟ أنت تعلم أنني  أقدر أن أوقع اسمك بتقليد خطك 


BRO |✔| اقرأ 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن