577

286 32 9
                                    

اختلجت شفتا أركادى، وسطع لهيب في عينيه .. واصفر وجهه، وشعر أنه عرف فجأة، في هذه اللحظة نفسها، حقيقة جديدة.

أصبح فاسيا حزين النفس مُتجهم الطبع. فقدَ مرحه القديم. كره منزله، فـاتخذ لنفسه سكناً آخر. ولم يُطق أن يذهب بعدئذ إلى جماعة كولومنا.

وبعد سنتين صادف ليزانكا في الكنسية. كانت الفتاة قد تزوجت. هذه مُرضعة تسير وراءها حاملاً على ذراعيها طفلاً صغيراً.

حيّاها وحيّته، ولكنهما تجنّبا الحديث عن الماضي. قالت ليزا أنها سعيدة ولله الحمد، وأن العسر قد زاولها، وأن زوجها رجل طيب شهم، وأنه يحبها .. ولكن عينيها فاضتا بالدموع فجأة قبل أن تكمل جملتها، وتحطم صوتها، فحولت وجهها ومالت على عمود من أعمدة الكنيسة تخفي ألمها ..

BRO |✔| اقرأ 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن