543

147 30 5
                                    

يكون الأمر كارثة إذا نمت. والآن سأكب على العمل. أركاشا !

- ماذا؟

- لا .. لا شيء .. وإنما أردت ..

استقر فاسيا على كرسيه صامتاً، ورقد أركادى على فراشه، ولم ينطق هذا ولا ذاك بكلمة عن جماعة كولومنا، ولعلهما كانا يشعران كلاهما بأنهما آثمان لأنهما ((بذّرا)) في غير أوان التبذير.

نام أركادى بعد قليل، وهو ما يزال قلقاً على فاسيا. وما كان أشدّ دهشته حين لم يستيقظ إلا بعيد الساعة السابعة. كان فاسيا نائماً على كرسيه، ممسكاً ريشته بيده. إنه أصفر الوجه متعب. وكانت الشمعة قد ذابت إلى النهاية. وفي المطبخ كانت مافرا تتحرك حول المساور.

صاح أركادى مروعاً :

- فاسيا، فاسيا، في أية ساعة نمت؟

فتح فاسيا عينيه، ونهض عن كرسيه بوثبة، قائلاً :

- إذن لقد نمت مع ذلك.

وأسرع إلى أوراقه، ولكن كل شيء كان على خير حال، فلا بقع حبر، ولا بقع دهن من الشمعة.

قال فاسيا :

- أظن أنني نمت في نحو الساعة السادسة. ما كان أشد البرد في الليل ! سنشرب الشاي، ثم أستأنف االعمل.

- هل ارتحت قليلاً؟

- نعم، أشعر الآن بتحسّن.

BRO |✔| اقرأ 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن