528

225 42 26
                                    

وأملك دخلاً مستقلاً، أملك مرتباً !

وقد وُلدت مع عاهة في جسمي، فأنا مخلّع الوركين قليلاً، ومع ذلك تحبني على ما أنا عليه كما ترى. واليوم كان جوليان ماستاكوفيتش لطيفاً في معاملتي كل اللطف، كريماً كل الكرم، يحمل لي أحسن النيات وأطيب المشاعر !

لقد اقترب مني وقال لي : هيه فاسيا (أقسم لقد خاطبني هكذا : فاسيا !)، أليس في نيتك أن تمتع نفسك أثناء الإجازة)).

قال ذلك وضحك. فأجبته : كلّا يا صاحب السعادة. لديّ أعمال يجب أن أنجزها...)). ثم تجرّأت فأضفت قولي : ((مع ذلك ربما تسلّيت قليلاً يا صاحب السعادة)). يشهد الله أنني جاوبته هكذا. وعندئذ إنما أعطاني المال، ووجّه إليّ كلمات أخرى. غرقت في دموعي يا صاحبي. يميناً لم أستطع أن أضبط نفسي، وأعتقد أنه تأثر هو أيضاً.

فقد ربّت على كتفي وقال لي : ((أرجوك يا فاسيا أن تظل حساساً كما أنت الآن وأن تظل قادراً على أن تقدّر ..

صمت فاسيا. وكفكف أركادى دمعة هو أيضاً.

تابع فاسيا يقول :

- ثم ... إليك ما كنت أريد قوله أيضاً يا أركادى ... ولم أقله في يوم من الأيام. أركادى ! إن صداقتك تملأ قلبي وتغمر نفسي .. وأنا من شدة سعادتي بذلك أشعر أنني ما كان لي أن أستطيع الحياة على هذه الأرض بدونك ... لا ...لا .. لا تقل شيئاً يا أركادى. اسمح لي أن أصافحك وأن أشـ...كرك !

واضطر فاسيا أن يقطع كلامه من جديد، فقد كان أركادى يتهيأ لتقبيل فاسيا، وكانا يقطعان الشارع من رصيف إلى رصيف، فإذا بصرخة حوذي تدوّي على مقربة منهما، فيهرعان إلى الرصيف مروّعين.

والحق أن أركادى قد سُرّ بهذا. فإن إكثار فاسيا هذا لم يكن له مايسوغه غير


BRO |✔| اقرأ 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن