551

116 26 19
                                    

بأقصى سرعة، في الساعة الثامنة إذا أمكن ذلك.

بدت له الساعات الثلاث التي غاب أثناءها عن البيت كأنها ثلاث سنين، واستطاع أن يتحرر أخيراً فهرول يعود إلى المنزل. فلما دخل الغرفة لاحظ أنه ليس فيها نور.

ثم لم يجد فاسيا. فلما سأل مافرا قالت أنه ظلّ يكتب طول الوقت، وأنه لم يرقد إلى فراشه، وأنه أخذ يسير بعد ذلك في الغرفة طولاً وعرضاً، ثم في نحو الساعة الواحدة، أسرع يخرج قائلاً أنه عائد بعد نصف ساعة.

وختمت مافرا حكايتها بقولها : ((وقد طلب مني أن أقول لك، متى رجعت، أنه خرج يتنزه قليلاً، وقد كرر هذا الطلب ثلاث مرات أو أربعاً)).

قال أركادى لنفسه وهو يهزّ رأسه : (( إنه عند أسرة آرتمييف)). وبعد دقيقة نهض عن كرسي بوثبة. لقد لمع في قلبه أمل.

قال لنفسه : (( أغلب الظن أنه أنجز الكتابة، فلما لم يستطع بعد ذلك أن يبقى في البيت، هرع إلى هناك .. ولكن لا .. لو صحّ ذلك لانتظرني .. سوف ألقي نظرة على عمله.))

أشعل شمعة وأسرع إلى مكتب فاسيا.

لقد تقدم فاسيا في عمله، ويبدو أنه يوشك أن ينهيه. وفيما كان أركادى إيفانوفيتش يريد أن يستمر في تحرياته، إذا بفاسيا يدخل فجأة ...

صاح مذعوراً :

- أأنت هنا؟

صمت أركادى إيفانوفتش. لقد خاف أن يلقي أسئلة على فاسيا. وأخذ فاسيا، هو أيضاً، يقلب أوراقه خافضاً بصره.

والتقت نظرات الشابين أخيراً. فكان في نظرات فاسيا من التعبير عن الفاجعة والضراعة ما جعل أركادى يرتعش.

لقد فاض قلبه شفقة ورحمة.



BRO |✔| اقرأ 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن