567

92 25 12
                                    


ولكن فاسيا ظل صامتاً لا يتكلم، وظل يرسم على الورق خطوطاً لا تُرى، بريشة من غير حبر.

قال دون أن يرفع بصره :

- أخيراً استطعت أن أعجل كتابتي.


أمسك أركادى يده، وانتزع منه الريشة.

أطلق فاسيا أنّة ضعيفة. وتهاوت ذراعه. ورفع عينيه صوب أركادى. وحرّك جبينه بحركة حزينة يائسة كأنه يحاول أن يزيح ثقلاً ضخماً يسحق كيانه كله. ثم خفض رأسه ببطء، شارد الذهن.

صاح أركادى :

- فاسيا ! فاسيا!

انقضت لحظات قبل أن ينظر إليه فاسيا. كانت عيناه الزرقاوان تفيضان دموعاً، وكان وجهه الحلو يعبر عن عذاب لا يُغالب ... وكان يتمتم ببعض الكلام.

سأله أركادى وهو يميل عليه :

- ماذا؟ ماذا؟

فهمس فاسيا يقول :

- لماذا يحقدون عليّ؟ ماذا صنعت بهم؟

صاح أركادى وهو يعقف ذراعيه بحركات يائسة :

- ما بك يا فاسيا؟ مما تخشى؟

قال فاسيا وهو يحدق إلى عيني صديقه :

- لماذا يريدون أن يجنّدوني؟ لماذا؟ ما هي جريمتي؟

BRO |✔| اقرأ 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن