564

96 25 6
                                    

وقلق وألم. فرك فاسيا جبينه، ثم رفع يديه إلى رأسه كأنه يخشى على رأسه أن ينفجر. واستطاع أخيراً أن يقول :

- لا أدري ما الذي بي. أظن أنني أجهدت نفسي. على كل حال، تحسنت الآن، تحسنت .. هيا يا أركادى .. لا تقلق .. هيا (كذلك ردد وهو يرشق صديقه بنظرة حزينة) .. لا داعي للقلق .. فيم القلق؟

هتف أركادى نازف القلب من الرحمة :

- ما هذا؟ أأنت الذي تعزيني وتواسيني الآن؟ ارقد يا فاسيا .. لا تعذب نفسك فيما لا طائل تحته. ستستأنف عملك بعد.

فردد فاسيا كلام صاحبه يقول :

- نعم نعم، أنت على حق. نعم، سأرقد. لقد قررت في أول الأمر أن أنجز العمل دفعةً واحدة، أما الآن فقد غيرت رأيي .. نعم ..

قاده أركادى إلى السرير. وقال له بصوت جازم :

- اسمع يا فاسيا، يجب أن تتخذ قراراً حاسماً بشأن هذه المسألة. قل لي ماذا قررت.

قال فاسيا وهو يحرك يده بإشارة ضعيفة ويحول رأسه :

- أوه ..

- هيا يا فاسيا ... يجب أن تتخذ قراراً. لا أحب أن أكون قاتلك. لا أستطيع أن أسكت بعد الآن. أنا أعلم أنك لن تنام ما لم تتخذ قراراً حاسماً.

قال فاسيا بلهجة وكأنها سر أو لغز :

BRO |✔| اقرأ 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن