552

115 27 17
                                    


صاح وهو يسرع إلى صديقه ويضمّه بين ذراعيه :

- فاسيا، عزيزي، ماذا بك؟ ماذا حدث لك؟ صارحني .. أصبحت لا أفهمك، لا أفهم ما أنت فيه من حزن ! ماذا بك يا عزيزي؟ ما عذابك؟ قل لي كل شيء، لا تخف عني شيئاً. لا يعقل أن يكون هذا الأمر وحده هو الذي ...

شدّ فاسيا جسمه إلى صاحبه، ولكنه لم يستطع أن ينطق بكلمة. كان حلقه يختنق وكانت أنفاسه محبوسة.

- ما بك يا فاسيا؟ هلا انتهيت؟ أي شقاء حلّ بك؟ إنني لا أفهم يا فاسيا ! قل لي : ما الذي يقلقك هذا الإقلاق كلّه ؟ أنت تعلم أنني في سبيلك، أستطيع أن ... آه يا رب يا رب ! (كذلك أخذ يردد أركادى وهو يمشي في الغرفة طولاً وعرضاً، يمسك تارةً بشيء، ويمسك تارةً بشيء آخر، كأنه يبحث لـفاسيا عن دواء مباشر).

سأذهب غداً بنفسي إلى جوليان ماستاكوفيتش، فأتوسل إليه أن يمهلك يوماً آخر. سأشرح له كل شيء، كل شيء، إذا كان هذا هو ما يقلق إلى هذا الحد حقاً ...

صاح فاسيا وقد اصفرّ وجهه، وترنح حتى لـيكاد لا يستطيع الثبات على قدميه :

- إياك !

- فاسيا ! فاسيا !

ثاب الفتى إلى رشده. كانت شفتاه تختلجان. أراد أن يقول شيئاً، ولكنه لم يفعل، بل اكتفى بأن شدّ على يد أركادى بحركة عصبية متشنجة. كانت يده باردة. وكان أركادى واقفاً أمامه وقد استبدّ به همّ رهيب. ومرّة أخرى نظر إليه فاسيا مُتفرّساً.

BRO |✔| اقرأ 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن