562

106 23 9
                                    

ماشكا. كل ما هنالك أنني لم أنتبه إليها .. وحين طردتها كان قد فات الأوان.

- هس .. اسكتي !

صرف أركادى الخادمة إلى المطبخ، وطلب منها المفتاح، فأقفل به الباب، ثم ذهب إلى مكتبه.

وتساءل في الطريق كيف يجب أن يفعل حتى يمثل أمام جوليان ماستاكوفيتش؟ أليس في ذلك إفراط في الجرأة منه؟ ودخل المكتب فسأل وجِلاً هل صاحب السعادة موجود. فقيل له أنه غير موجود ، وأنه لن يأتي في هذا اليوم.

فأراد أركادى إيفانوفيتش في أول الأمر أن يذهب إلى منزله الخاص، ولكنه سرعان ما انتهى إلى أن جوليان ماستاكوفيتش لا بد أن يكون مشغولاً في منزله ما دام قد تغيّب عن المكتب.

لذلك بقي أركادى في عمله .. بدا له الوقت طويلاً طويلاً لا ينتهي. حاول أن يستطلع سراً أمر العمل الذي عُهِد به إلى شومكوف، ولكن لم يكن أحد على علمٍ بالموضوع.

كل ما كانوا يعلمونه هو أن جوليان ماستاكوفيتش شاء أن يكلفه ببعض الأعمال الخاصة فعلاً ولكن ما من أحد يعرف طبيعة هذه الأعمال التي أراد أن يكلفه بها.

وفي حجرة المدخل أوقفه أحد الكتبة وقال له أن فاسيلي بتروفتش شومكوف قد جاء في نحو الساعة الواحدة فسأل هل أركادى إيفانوفيتش وجوليان ماستاكوفيتش موجودان. فلما سمع أركادى هذا النبأ استأجر عربة وأسرع إلى المنزل قلقاً أشد القلق.

كان شوموكوف هناك، يذرع الغرفة جيئة وذهاباً، وهو مهتاج إهتياجاً محموماً. فلما ألقى نظرة على أركادى إيفانوفيتش بدا عليه أنه هدأ، أو هو أسرع يخفي اهتياجه على الأقل. وبدون أن يقول كلمة، جلس إلى مكتبه واستأنف الكتابة. كان يلوح عليه أنه يريد أن يتحاشى

BRO |✔| اقرأ 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن