[4]•Hyeong!!•

446 64 175
                                    

"من أنت؟ و ما الذي تفعله بحينا؟ و لما أختي معك؟"

استدرتُ لأجد مجموعة فتيان متفاوتي السن و الطول يناظرونني بنظرات جعلتني أتصبب عرقا.

"هيونغ لا تتهور، إنه رجل طيب و قد ساعدني"

وجهت نظري نحوها، لماذا تخاطب الفتى بصيغة 'هيونغ' هل لديها مشكلة مع الاسماء أم ماذا؟

ارتخت ملامحه ليأمر الفتيان الآخرين بالانصراف.

"مينهو لكن يمكنك مناداتي لينو، من تكون أنت؟"
خاطبني بحدة بينما يوجه ناظريه مباشرة نحو عيناي، مخيف حقا.

"كيم دويونغ، هل لي بمقابلة والديكما من فضلك؟"

"اتبعني"

أخرج سيجارة من جيبه ليشعلها و ينفث الدخان بعيدا، هو يبدو قاصرا ليدخن.

اقتربنا من أحد البيوت ليوقفني
"الزم مكانك، سوف أناديهما"

بدأتُ أخاف منه حقا، إلا أنني مرتاح من ناحية هيونجاي فهي لازالت جانبي لحد الساعة.

خرجت من ذلك البيت سيدة بالأربعينات من عمرها، لتدعوني للدخول إلى البيت بابتسامة واسعة، بينما المدعو بمينهو قد غادر.

دخلت لأجد مجموعة أفرشة موضوعة فوق بساط بسيط، و كذا رجل بخمسيناته متسطح بينما يحاول يائسا النهوض.

"آسف أيها الشاب و لكنني عاجز كما ترى"
"لا بأس يا عم، خذ راحتك"

جلستُ لتبتسم لي تلك السيدة مجددا، ليتقدم نحونا فتى يبدو بالثامنة من عمره يحمل صينية بها أكواب شاي.

"أنت هو العم الذي أعاد لنا أختنا؟ شكرا لك"
ابتسم لي بوسع و انحنى. و ما أن وضع ما بيده على الطاولة طالبته والدته بالمغادرة.

"سونغمين، أخرج للعب مع البقية و لا تبتعدوا خصوصا أختكم. و أخبر تشانغبين بأن يعود مبكرا هذه الليلة"

اومئ لها لينصرف بكل حماس، يبدو أنه مشتاق لشقيقته.

"سيدي، أنا أود شكرك على جميلك و إرجاعك للفتاة، لكن لم يكن لكل ما فعلته داعٍ"
استغربتُ كثيرا لما قاله ذلك الرجل، كيف هذا ليس هناك أي داعٍ؟

"في الواقع لقد أضعناها عمدا، أخاها ذاك الذي اصطحبك للمنزل قد أخذها من قبل لسول و تركها بمحطة الوقود. طبعا لم يكن الأمر بيده لأنني أجبرته"

قطبتُ حاجباي لأعطيهما فرصة أن يكملا القصة كاملة.

"أنا عاطل عن العمل بسبب إعاقتي، و زوجتي تقوم بتنظيف ملابس الناس. أما أولادي فهم تسعة، فقدتُ واحدا بحادث مأساوي و هؤلاء الآن يعيشون بضلال تام. نحن بالكاد نجد لقمة للعيش، الصغار يسرقون بقايا طعام المطاعم و ينظفون أحيانا واجهات المحلات. و الأكبر الذين هم ثلاثة يعملون بورشات البناء. لكن حالتنا اشتدت بؤسا أكثر فأكثر"

Rain & Joyceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن