[3]•Road trip•

405 66 161
                                    

بعد جولة من المعاناة الصباحية معها، استطعتنا أخيرا ركوب السيارة متوجهين نحو دايغو التي تبعد عن بيتي بثلاث ساعات و نصف بالضبط.

أنا على كل حال متفرغ و سأعتبرها رحلة.

"إذا هل تريدين الاستماع لبعضٍ من الموسيقى؟"

حاولت فتح حديث معها لتشير بكتفيها على عدم اهتمامها. لذا شغلت الراديو ببساطة.

"و الآن سنشغل أغنية اكتسحت جميع منصات تشغيل الموسيقى. و التي جعلت جميع الشباب يتبادلونها على مواقع التواصل الإجتماعي"

لم ألقِ لها بالا بالأول، إلا أنه فور ما اشتغلت الأغنية علمت أنها تلك القذارة المليئة بالكلمات المنحطة و اللاأخلاقية لذا أغلقت الراديو.

"ياااا أجاشي أعد تشغيل الأغنية"
صاحت علي لأفزع مما تسبب بانحراف مسار السيارة قليلا، لكنني تداركت الوضع.

"هذا رائع، أعد الكرة أجاشي"

صرخت بكل حماس ليمر شخص ما بسيارته و يصب كلماته علي
"أيها السافل اللعين ألا تنتبه؟"

"أغلق فمكَ قبل أن أجعلك تتذوق طعم حذائي"
و هذا كان ردها عليه كما أنها رفعت اصبعها الأوسط بوجهه، فاكتفى بتجاهلنا و السير بسبيله.

أما أنا فمسحت العرق من جبيني لأنني أحسست بأن قلبي سيخرج من مكانه.

ركنت السيارة جانبا لأتنهد وأضع رأسي فوق المِقود.

"أجاشي هل أنتَ بخير؟"

"هيونجاي، أنا بالرابعة و العشرين من عمري فحسب. هل لكِ أن تصمتي قليلا؟"

ترجيتها بقلة حيلة، ماذا لو حدث لنا شيء و تم توريطي بتهمة اختطافها أو ما شابه، يا ليتني أخذتها لمركز الشرطة و لم أتبع أفكاري الغبية.

"سيد دونغ دونغ، أنا آسفة، أعدك بأنني لن أكررها"

لأطلق ضحكة خفيفة على اسمي الجديد، دونغ دونغ قالت.
عدت إلى رشدي لأشغل السيارة مجددا و كذا جهاز الراديو، لكنني غيرت القناة إلى أخرى تخص الأخبار، لكن نفس الأمر تكرر، تم تشغيل تلك الأغنية مجددا.

و الفتاة لم تقصر برفع صوتها و إلقاء كلمات عشوائية، لحسن الحظ أنه تم قطع الأغنية و إلا كنتُ لأوقف السيارة مجددا و أصرخ بالغابة.

"أخبريني، من أينَ لكِ أن تسمعي هذه الأغنية، هي ليست مخصصة للأطفال"

"أخي الخامس دائما ما يشغلها بهاتفه و نرقص عليها جميعا. ما خطبكَ معها؟"

"أخاكِ الخامس؟ لما كم تملكين من أخٍ؟"

"لا أستطيع عدّهم حتى، نسيت"
حكّت قفاها بخجل لأحرك رأسي يمينا و يسارا لعل الكم الهائل من المعلومات الغريبة هذه لا يشوشني. أي أخ عاقل هذا يسمح لأخته بسماع ترهات كهذه.

وصلنا للمدينة أخيرا، و هنا يأتي الجزء الأصعب. كيف سوف أجد بيتها.

فتحت تطبيق المواقع بهاتفي لأكتب اسم شارعها، أوه أود شكر مخترع التكنولوجيا لأنه منقذي بمواقف كهذه.

"سيد دونغ دونغ، لماذا هاتفك يتحدث باستمرار، من هذه أهي زوجتك؟"

تذمرت من الخلف لأكتفي بكبت ضحكتي، هذا ما ينقصني عاملة بشركة نظام الgps أصبحت زوجتي الآن.

بعد نصف ساعة تقريبا اقتربنا من المكان المنشود و الذي كان بأحد ضواحي المدينة، لكن فاجئتني ردة فعل الفتاة.

"سيد دونغ دونغ، أركن سيارتك و دعنا نكمل سيرا فأنا أعرف الطريق من هنا"

"لكن الهاتف يشير لتبقي ثلاث كيلومترات حتى نصل إلى—"

"أعلم، و لكن إذا دخلت لشارعنا بسيارتك هذه. قد يعتدون عليك و يسرقونها. شكرا لك"

توقفتُ بمكان به ظل لأجدها قد فتحت الباب بسرعة و نزلت إلا أنني لحقت بها بعد أن تأكدتُ من إغلاق الأبواب.

سلكنا طريقا ما بين الأشجار حتى دخلت لأحد الأحياء القصديرية، مجاري منتشرة بالطرقات و أكياس قمامة مبعثرة على الرصيف المحطم، خربشات بالجدران و روائح لا تطاق فعلا.

"مِن هنا اتبعني"

توغلنا أكثر بالمكان إلى أن تلقيت ضربة بصخرة على قدمي.

"من أنت؟ و ما الذي تفعله بمنطقتنا؟ و لما أختي معك؟"

استدرتُ لأجد مجموعة فتيان متفاوتي السن و الطول يناظرونني بنظرات جعلتني أتصبب عرقا.

يتبع
.
.
.

بارت كتبته الأمس و نسيت أنزله

ما عندي شي أقوله غير، الله يعين دويونغ و المصايب يلي رح تلحقه.

بخصوص أخوها الخامس يبدأ اسمه بحرف H و ليس هيوك، حاولوا تخمنوا من.

قود باي⁦💙

Rain & Joyceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن