«الجزء الأول»
(في إحدى الصباحات المشرقة)
تُجَهَزْ فآطمة نفسها لأجل الذهاب إلى جامعتها في يومها
الأول من عامها الأخير :
_صباح الخير يا أمي .
_صباح الخير يا غزالي .
فآطمة ابنتي ؛ تعالي لتأكلي شيئاً قبل أن تغادري .
_حسناً أماه ؛ بأمرك ...
أمي ؛ لا أصدق إن هذا العام هوّ آخر عام لي في الجامعة
هل حقاً سأتخرّج ؛ آه واخيراً .
_إن شاء الله تعالى عزيزتي ؛ ستتخرجين وتُفرحي قلبي أنا
ووالدكِ ؛ كما انقضت تلك السنوات ستنقضي هذه أيضاً .
_إن شاء الله ؛ ببركة دعائكم يا أمي .
في تلك الاثناء جاء والد فآطمة : أهنا فتاتي النشيطة ؟ .
_صباح الخير يا أبي .صباح الخير يا عزيزة أبيها ؛ أنت على عجلة من أمرك يا
فتاة ؛ هل مللت جامعتك؟!_ الحقيقة يا أبي ؛ أريد أن اشعر بأني أنجزث شيئاً ثم إني
متشوقة جداً لدراسة الأمور الفقهية والعقائدية بعد التخرج إن
شاء الله تعالئ .إن شاء الله ؛ وفقكِ الله عزيزتي ؛ أما هدية تخرجُك فستكون
جاهزة إن شاء الله ._هدية ! ماذا ستكون ؟
مكان ترغبين بالذهاب إليه كثيراً .
قالت بتعجب : مكان ! كثيرة هي الأماكن التي أريد الذهاب
إليها يا أبي !_لكنه مكان مفضل لديكِ جداً ؛ إنه حرم أنيس النفوس .
_أحقاً ! أبي سنذهب لحرم الإمام الرضا !! أمي هل سمعت !
ضحك الأب من ردة فعلها ثم قالت : شكراً لك يا أبي إنها من
أجمل الهدايا ؛ قَذّرني الله لأُرْدّ لكَ جَميل صُنعك ؛ لا حرمني
الله إياك ._حباً وكرامة يَبنتي وهل لدي غَيرْكِ أحد !
هيا لنذهب حتى أوصلك في الوقت المناسب.
_ نعم » أمي قبَلي أخي الصغير مهدي عندما يستيقظ وهذه
الحلوى له ؛ وداعاً يا أمي ._بأمان الله وحفظه لكما .
(في الطريق)
قال والد فآطمة : ها قد وصلنا ؛ نور عَينِي فآطمة ؛ أنت لا
تحتاجين لأن أوصيكٍ كما في بداية كل عام ؛ انتبهي لنفسكِ
جيداً واذا حَصّل أيّ شيء اتصلي بي فوراً .لا تقلّق يا أبي ؛ فداءٌ لِحُرصِكَ وخوفك عَلَيَ ؛ بأمان الله
ورعايته لك ._ بأمان الله وحفظه يا عزيزة أبيكِ .