(إنها إرادة الله تعالئ ... سيتغير قلبُ ليال)
أما فآطمة عند دخولها للمنزل في ذلك اليوم :
_ السلام عليكم.
_وعليكم السلام فاتمي (فاطتمي).
اجابها أخيها الوحيد مهدي ذو الأربع سنوات ...
_اهلا بأخي الجميل مهدي ؛ كيف حالك ؟
أنا بخير ؛ هل تستمعي لي يا أختي ؟ لقد حفظت مع أمي
دعاء الفرج .
_حقاً عزيزي ! ؛ هيا اقرأه أنا استمع ؛ فقرأه بلسانه الطفولي
العَذِب ؛ وتلك الكلمات التي تخرج بصعوبةٍ من فمه الصغير»
ما أجمل وقعها على مسامع أخته...
أحسنت يا عزيزي أنا فخورةٌ بكَ كثيراً
فداءٌ لعينيك هذه ؛ كأنها السماء بلونها الأزرق سُبحان من
ثم سألت : أين أمي يا مهدي ؟_أنا هنا في غرفة الاستقبال يا فآطمة ؛ تعالي .هيا تعال يا مهدي لنذهب إليها ... السلام عليكم أمي ؛ كيت
حالك؟ ._وعليكِ السلام حبيبتي ؛ بخير والحمدُ لله ؛ وأنت ؟ .
الحمد لله يا أمي ٠ بأحسن حال ._ولكن أين والدك ألم يوصلك للبيت؟
بلى ؛ قال إن لديه اتفاق مع صديقه يخص العمل فذهبّ إليه ؛
سيأتي بعدّ ساعةٍ تقريباً .أماه سأذهب لأغيّر ثيابي ثم أنام قليلاً
بعدها سأباشر بدراستي ؛ كان اليوم متعبا جداً .
_ألا تأكلينَ شيئاً ؟
لا حبيبتي لسث جائعة ...وأكملت : أماه أتتذكرين عندما قلث لكِ بأنٌّ هنالك فتاة تجلس
قريباً من مكاننا المعتاد أنا وصديقاتي ؛ وشعرث من نظراتها
بأنها تريد أن تقول شيئاً لكنها مترددة ؟_ نعم أتذكر ؛ ما بها ؟.
تعرفت عليها اليوم ؛ وحدث موقف أمامها .
_خيرٌ إن شاء الله ؛ عزيزتي اذهبي لترتاحي ثم نتكلم بعدها
إن شاء الله ._إن شاء الله .
ثم قال الصغير مهدي : تصبحين على خير أختي .
ضحكت وقالت : ودمتي بخير أنت يا عَزيزَ قلبي ...
(على الرغم من أن فآطمة كبيرة ؛ واعية وفاهمة ؛ لكنها
تعلمت منذ الصغر أن تخبر والدتها بالذي يحدث معها في
يومها خارج المنزل ؛ فعلاقتها مع والدتها ليست فقط كأم
وابنتها ؛ بل كانت أمها كصديقتها وأختها ؛ دائماً تأخذ
نصيحتها ومشورتها ؛ ووالدتها تُصغي لها ولما تقولّه بخب
واهتمام ...)أقرب شخص على قلب الفتاة هي والدتها فمنها تستمدُ القوة
وهذا موضوع قد تغفل عنه الأم عندما تكبر
العائلة...عزيزتي الأم ابنتك بحاجة اليكِ كأم وكصديقة وفّّية تفهم ما تقول وتشعر بها وبما تعانيه خاصة في مرحلة
تتضارب فيها مشاعر هذه الفتاة وتحتاجكِ بشدة .هذا ما كانت تعاني منه (ليال) فكانت وحيدة أهلها ؛ ويقال لها
(مدللة) كانت تستغرب كلامهم وتقول : أنا لا اشعر بكوني
مدللة اذا ٠ صحيح إنَّ ابي وأمي لم يقصروا معي في
الماديات من ثياب واحتياجات كثيرة ؛ ولا أنكر فضلهم أيضاً
بمساندتهم لي للوصل لهذه المرحلة الدراسية المتقدمة لكن أنا كنت أتمنى لو يُسأل عني ؛ ويهتم لأمري ؛ مرات
عديدة عانيت فيها من مشاكل ولم أجد الأذُن المصغية إلى
قولي ولا الشخص الذي يهتم لي ويساعدني ؛ كنت أتمنى أن
أفتح قلبي لأمي وأَحَدِّثُها عن كل ما بداخلي ؛ جربت مراتٍ
عديدة لكنها لا نُصغي ولا تهتم ! حتى امتنعث عن مشاركة
مشكلاتي معها ...أما أبي فكثير العمل قليل الكلام معي ؛ ولا أستطيع الجلوس
معه ولو قليلاً ؛ لكثرة انشغاله صحيح أنه لم يُقَصَِر معي
يوماً عندما أطلب منه مالاً ؛ بل هو يعطيني دون أن اطلب
لكن اتمنى أن يفهموني بأن المال والماديات ليست كل شيء
فأنا أحتاج وقتاً معهم ؛ وقتاً معنوياً ؛ أحتاج شخصاً يسمعني
٠ وأحتاج منهم أن يُرشدوني ويوجهوني لأنهم أكثرٌ مني
خبرةٌ ؛ وتجاربهم ومواقفهم في الحياة عديدة ... لِمَّ كل هذا
الإهمال !! .ها قد تعرفنا على مشكلة ليال المؤلمة ؛ وسبب حزنها
واعتزالها ووحدّتها الدائمة ... لكن الله سبحانه وتعالى
صبّرها وحفظها من أن يُُوصَلَ إليها بسوءٍ من أي شخص
طالح ليكسبها إلى جانبه ويحقق مآربه وغاياته التي لا
يرتضيها ؛ فأرادها أن تَسلُك مسلكاً آخر ؛ تجد فيه شخصاً
يهتمُ لكلامها ويُصغي إليها حباً بالله فيساعدها ويعطيها
الاتجاه الصحيح حتى تَسير فيه بثقة وقوة ؛ فكانت الوسيلة
لهذا المسلك هي فآطمة ...(في اليوم التالي عند القجر)
الله أكبر _ الله أكبر ...
إنه صوث الاطمئنان ؛ شخصنٌ يُنَادِي للقاء الحَبيب ؛ فُلبي
(لبيك داعي الله) يكفي أن تقول : إلهي سمعاً وطاعةٌ
وتباشر لأداء الصلاةٍ بأولٍ وقتها مَهمَا استطعت ؛ ثم تترك
روحَك وقلبِكَ في يد الله الرّحيم فهو كفيلٌ بتزكيتهما .
نهضت فآطمة وقالت : بسمك اللهمٌ أأصبّحنَا ؛ السلام عليك يا
صاحب الزّمان ورحمةٌ الله وبركائه ...ثمٌّ أتّت الؤضوء ؛ وَتَوَجَهَت للصلَاة بطهارة ...
أما مياسين فكانت تتصل بسدِيم قبل أن تُباشر بصتلاتها
لإيقاظها كما هوّ متفق عليه ... لكن هذه المَرّة اتصّلت
مياسين عدة مرات ولا يوجد رد ..._ هيا يا سَدِيم استيقظي ما كل هذا النوم !!! رُدّي
أرجوكٍ .الو ...
_صباح الخير سدِيم ؛ وأخيراً استيقظتٍ .
صباح الخير يا مياسين ؛ نعم لقد استيقظت تواً ؛ شكراً
لكِ أختاه لقد اتعبتكِ ._ على الرحب والسعة صديقتي ؛ هيا لتُصلِّي قبل أن يمضي
الوقت ؛ سنلتقي اليوم إن شاء الله .إن شاء الله تعالى ؛ مع السلامة .
_في امان الله ...