في اليوم التالي بعد عودةٍ فاطمة من الجامعة ؛ جهُرّت نفسها
لتزور ليال مع والدتها ؛ كما وعدتها يوم أمس ؛ وهذه المرة
سيرافقهم أخيها مهدي ؛ فتقول له منبهة :حبيبي مهدي أرجو أن تلتزم الهدوء عندما نذهب لبيت ليال
فإنها مريضة ويجب أن لا نؤذيها ؛ كما تعلمنا ٠ صحيح ؟_فهز رأسه وقال : نعم صحيح ؛ سأبقى جالساً جنبكِ يا أختي؛ لا أقول شيء فقط السلام عليكم وبصوت صغير .
ابتسمت فآطمة : نور عيني ؛ يا لكَ من فتئ مطيع ؛ اتعلم إن
هناك سماء في عيون ليال أيضاً ؟
حقا !
نعم ؛ ستراها بنفسك ...
(كانت فآطمة عندما تخرج مع الصغير إلى الحديقة تقول له :
يا مهدي ارفع رأسك ؛ اترى السماء ؟ فيجيبها بنعم ؛ ثم تقول له : لون عينيك يشبه لون السماء الزرقاءفيقول : هذا يعني إنَّ هنالك سماء في عيوني
_نعم عزيزي ؛ انها جميلة .
فاعتاد مهدي على هذا التشبيه ؛ فكلما رأى السماء قال ببراءة
هذه عيوني ؛ وكلما رأى عيون زرقاء قال هذه السماء) .توجهت فآطِمة وبيدها باقة الورد الجميلة التي اختارتها
لتهديها لصديقتها بمناسبة سلامتها ...وصلوا للبيت واستقبلتهم والدة ليال قائلة :
اهلاً وسهلاً بكم »
حياكم الله ؛ ثم دخلوا غرفة الضيوف .كانت فأطمة متشوقة لرؤية صديقتها
فقالت : أين هي ليال ؟
_في غرفتها ؛ تعالي لآخذك لها .
حسناً ؛ عن إذنكِ يا أمي ؛ سأذهب لرؤيتها .
_اذهبي عزيزتي .
مهدي تعال معي عزيزي .فذهبت أم ليال مع فآطمة لغرفة ليال وقالت ادخلي عزيزتي
وأنا سأبقى مع والدتكٍ ._نعم ؛ شكراً لكِ ... طرقت فآطمة الباب ؛ فجاءها الصوت :
تفضل أدخل ...فتحت الباب وقالت : السلام عليكم عزيزتي .
_فاطمتي الغالية ؛ وعليكم السلام .
تقدمت نحوها واحتضنتها : كيف حالكِ ليال ؛ الحمد لله على
سلامتكِ يا فتاة ._سلمت يا غالية ؛ الحمد لله أنا افضل الآن .
جلست بقربها : انظري ؛ هذا الورد الجميل لكِ ؛ إن لونه
أبيض كلون قلبكٍ ._حبيبتي ؛ يا طيبة أنت ؛ شكراً ؛ اشتقث لكِ كثيراً ...
وأنا أيضاً ؛ كثيراً ._من هذا الجميل الصغير ؟
إنه أخي ؛ مهدي .
_حبيبي ؛ كم هو جميل تعال إليّ .
فتقدم وقال : السلام عليكم ؛ بصوت خافت .
ليال : وعليكَ السلام أيها المهذَّب ؛ كيف حالك ؟ .
_بخير ؛ ثم التفتَ لفاطمة وقال : حقاً إن في عيونها سماء .
فابتسمت وقالت : نعم ألم أقل لك .
قالت ليال لفاطمة : ما قصة السماء ؟
_يقصد انها زرقاء كالسماء .
فداك عيناي أيها الجميل ؛ فقبلته من عينيه وابتسم ؛ وعاد.
فآطمة : ما الأمر ليال ؛ كيف حصل الحادث ؟ .
_ لا أعلم كيف عزيزتي ؛ عندما ودعتكِ وخرجت من
الجامعة وأنا في منتصف الطريق شعرت بأني لا استطيع
النظر بشكل جيد ؛ وشعرت بألم في رأسي لم اتوقف بل
تابعت المسير حتى اصل للبيت بسرعة ؛ ثم أحسست بشيء
ضربني بقوة ورماني على الأرضلم اشعر بعد ذلك بشيء ؛ إلى أن استيقظت ووجدت نفسي
في المشفى ؛ بعدّ ذلك اتصلوا على والدي وأخبروه .يا إلهي ؛ حمداً لله على سلامتكِ ؛ لقد كُتبَت لكِ حياةً ثانية .
_نعم ؛ عندما استيقظت كأني كنث في حلم ولا أتذكر شيء
مما حصل ؛ كنت أردد فقط (يّا أَيَتُهَا النّفْسَ الْمُطْمَئِنةُ*ازجعي إلى رَبَكِ رَاضِيَةٌ مَرْضِيَّة)ِقرأتها كثيراً بداخلي ؛ كأني لا أعرف غيرها ؛ بعد ذلك
استوعبت بأني تعرضت لحادث ومن الله علي بحياةٍ جديدة ؛
عَلنِي أعود إلى رشدي ولا انحرف عن الجادّة مرة ثانية .فآطمة : (وَلَقَْد مََنَنا عَلَيْكَ مَرَةٌ أُخْرَى)
الحمد لله على كل حال يا عزيزتي ؛ يعلم الله بنقاء قلبكِ
ليال : فآطمة ؛ عندما سألتي عن سبب بكائي ... كنثُ قد
أخبرث والداي بأمر العباءة لكنهما رفضا ؛ وبقيت مصرةٌ
على قراري ؛ دعوث الله كثيراً أن يجد لي مخرجاً ؛ ويبعد
كل العراقيل من أمامي ؛ وعندما أخبرتني أمي بأنّكِ أتيت
يومَ أمس لرؤيتي قالت :احببث فآطمة كثيراً وترتيبها
وثقافتها ؛ عاد اليّ الأمل بأن أخبرها مرة أخرى برغبتي ...
لا أستطيع فعل شيء أمي لا ترضاه ؛ ولكن بنفس الوقت طاعةٌ الله اهم من غيرها .فأطمة : لم أعلم بأنك تريدين ارتداء العباءة !! .
_ صحيح ... لم أخبرك ؛ فآطمة ... إذا أصرت والدتي بعدم
ارتدائها سوف لن اخرج من المنزل مجدداً ؛ حتى دراستي
التي يعتقدون بأنها أهم من العباءة ؛ سأتركها .