تعجبت فآطمة من إصرار ليال فقالت :
ليال ؛ عزيزة قلبي الآن أنت تحتاجين لوقت راحة وهدوء لأجل صحتكِ ؛ أنااهنئكِ على عزيمتكِ هذه ؛ صدقيني ما دام همكِ رضا الله
تعالى سوفت ترين كيف يِشتَهّلَ الأمر ؛ بدون أي عناء ولا جدالاستمري بالدعاء كثيراً اطلبي العون من سيدة النساء فاطمة
الزهراء صلوات الله عليها ؛ سَيْحلَ الأمر ؛ اهدأي فقط ._أتمنى ؛ بهذه السهولة ؟ ...
فآطمة : نعم ؛ صدقيني ... هذه ليلة الجمعة والدعاء فيها مستجاب إن شاء الله ؛ حاولي أن تجعلي لكِ أجواء روحانية
واطلبي من الله تعالى التسهيل ._إن شاء الله .
سنكون إن شاء الله اليوم في كربلاء المقدسة ونزور عزيز
الزهراء روحي فداه ؛ لن أنساكٍ من الدعاء أبداً ._سيدي الحسين (عليه السلام) ؛ بلغيه سلامي واشتياقي .
إن شاء الله تعالى يا عزيزتي ؛ توصين بشيء آخر ؟
_لا يا عزيزة ؛ فقط الدعاء .
بقلب الدعاء يا حبيبتي ...
لقد تذكرت ... سديم ومياسين يبلغّنكِ السلام ؛ ويرغبنَ بزيارتكِ لكن لبُعد منزلهما لا يستطعنٌ .
ليال : وعليكم السلام والرحمة والإكرام ؛ شكراً لهما لم
يُققصرن ؛ حفظكم الله من السوء ...ثم جاءت أم ليال مع والدةٍ فآطمة لتطمئنٌ على صحة ليالقبل الذهاب ؛ فقالت :
السلام عليكم .
فآطمة : وعليكم السلام أماه .
ليال : وعليكم السلام أمّ فاطمة .
_كيف حالك عزيزتي ؛ حمداً لله على سلامتكٍ .
ليال : الحمد لله على كل حال ؛ سلَّمَكِ الله ؛ لقد اتعبناكم كثيراً
_لم نفعل شيء يا عزيزتي ؛ هذا واجبنا حبيبتي ؛ أنت كأبنتي
فآطمة .التفتت ليال إلى فآطمة وابتسمت لها ؛ فقالت : يشرفني ذلك يا خالة ؛ حفظكم الله ورعاكم .
أم فآطمة : هيا عزيزتي فآطمة ؛ لقد اثقلنا على ليال »
لنتركها ترتاح قليلاً .
ليال : كلا أبدآً على العكس ؛ بل أسعدني مجينكم كثيراً ...
ثم همست لفاطمة : أنا أحتاجكِ بجنبي .
فآطمة ؛ بهمس أيضاً : اوعدكِ سآتي لزيارتكِ مرة أخرى ؛
علينا الذهاب والدي ينتظرنا لأجل زيارة كربلاء .ليال : لولا زيارة كربلاء ما تركتكِ تذهبين .
عانقتها وقالت : انتبهي لنفسكِ جيداً ؛ سأذكركِ عند الحبيب .
_ وأنت أيضاً ؛ رافقتكم السلامة ؛ وتقبل الله منكم مقدماً .
غادرت فآطمة ووالدتها منزل ليال وعزمت الأخيرة أن
تفعل ما نصحتها به صديقتها وتطلب العون من الله تعالئى
وتتركه لمشيئته موصلت فآطِمة مع عائلتها للمكان الذي تجد به روحها محلقة
كحمامة السلام ؛ وقبل أن تدخل للحرمين الشريفينقالت لوالدتها ؛ أمي لو سمحت أريد أن أشتري عباءةو اهديها لصديقتي ليال .
_هل قررت ارتداءها ؟
إن شاء الله تعالئ ... قريباً .
هنالك بعض العوائق ؛ لكنني
متأكدة بأنها ستتجاوزها ._ خيراً إن شاء الله تعالئ ؛ لنخبر والدكِ عزيزتي ...
سمح لها والدها بذلك ؛ وشجعها ...
ثم توجهوا بعدّ ذلك للحرمين المقدسين
دخلت فآطمة اولاً لزيارة أبا الفضل ؛ بخطواتها الوقورة
وتردد : السلام عليكَ أيها السيد ذو الهيبة الكبيرة » الأخ الحنون ؛ مصنع الغيرة والحميّة ؛ حامِي الظعينة ،الوَفِي ؛ سيد الماء ؛ والشجاع ...عند ترديدها لتلك الكلمات تذكرت ما قرأته عن حضرة السيد
أبا الفضل (عليه السلام) في إحدى الكتب فيصفه الرجل
المتلهف لرؤية حبيبه فيقول :(أراه جسدآً ذو جَلاَلٍ وكَرّامةٍ و وقار ؛ كل هذا وهو فاقد
اليدين ؛ مصابٌ بالعين ؛ فداكَ يا نعم الأخ المواسي لأخيه)وبعد أن أتمت آداب زيارة أبا الفضل عليه السلام توجهت
لأخيه أبا عبد الله (سيد الشهداء)فتخاطب سيدها بدموع الشوق واللهفة : يا حبيب الزهراء
روحي فداك ؛ سامحني لأنني تأخرت هذه المرة لزيارتكم ؛
أتذكر تلك المرة التي جنت وتشرفت بخدمتكم ؛ ولطفكَ لأنك
سمحت لي أن اخدم بقرب ضريحكَ المبارك ؛ لن أنسى تلك
الأيام أبداً وأتمنى أن تعودّ مرةً أخرى ...أتمت ايضاً آداب زيارة سيد الشهداء عليه السلام
وقفت فآطمة أمام القبر الشريف ؛ ولم تقل شيئاً بعد ذلك اكتفت بالنظر تجاه القبر ودموعها تحكي ما بداخلها ...