١٥

192 30 9
                                    

تعجبت فآطمة من إصرار ليال فقالت :
ليال ؛ عزيزة قلبي الآن أنت تحتاجين لوقت راحة وهدوء لأجل صحتكِ ؛ أنااهنئكِ على عزيمتكِ هذه ؛ صدقيني ما دام همكِ رضا الله
تعالى سوفت ترين كيف يِشتَهّلَ الأمر ؛ بدون أي عناء ولا جدال

استمري بالدعاء كثيراً  اطلبي العون من سيدة النساء فاطمة
الزهراء صلوات الله عليها ؛ سَيْحلَ الأمر ؛ اهدأي فقط .

_أتمنى ؛ بهذه السهولة ؟ ...

فآطمة : نعم ؛ صدقيني ... هذه ليلة الجمعة والدعاء فيها مستجاب إن شاء الله ؛ حاولي أن تجعلي لكِ أجواء روحانية ‏
واطلبي من الله تعالى التسهيل .

_إن شاء الله .

سنكون إن شاء الله اليوم في كربلاء المقدسة ونزور عزيز
الزهراء روحي فداه ؛ لن أنساكٍ من الدعاء أبداً .

_سيدي الحسين (عليه السلام) ؛ بلغيه سلامي واشتياقي .

إن شاء الله تعالى يا عزيزتي ؛ توصين بشيء آخر ؟

_لا يا عزيزة ؛ فقط الدعاء .

بقلب الدعاء يا حبيبتي ...

لقد تذكرت ... سديم ومياسين يبلغّنكِ السلام ؛ ويرغبنَ بزيارتكِ لكن لبُعد منزلهما لا يستطعنٌ .

ليال : وعليكم السلام والرحمة والإكرام ؛ شكراً لهما لم
يُققصرن ؛ حفظكم الله من السوء ...

ثم جاءت أم ليال مع والدةٍ فآطمة لتطمئنٌ على صحة ليالقبل الذهاب ؛ فقالت :

السلام عليكم .

فآطمة : وعليكم السلام أماه .

ليال : وعليكم السلام أمّ فاطمة .

_كيف حالك عزيزتي ؛ حمداً لله على سلامتكٍ .

ليال : الحمد لله على كل حال ؛ سلَّمَكِ الله ؛ لقد اتعبناكم كثيراً

_لم نفعل شيء يا عزيزتي ؛ هذا واجبنا حبيبتي ؛ أنت كأبنتي
فآطمة .

التفتت ليال إلى فآطمة وابتسمت لها ؛ فقالت : يشرفني ذلك يا خالة ؛ حفظكم الله ورعاكم .

أم فآطمة : هيا عزيزتي فآطمة ؛ لقد اثقلنا على ليال »

لنتركها ترتاح قليلاً .

ليال : كلا أبدآً ‎على العكس ؛ بل أسعدني مجينكم كثيراً ...

ثم همست لفاطمة : أنا أحتاجكِ بجنبي .

فآطمة ؛ بهمس أيضاً : اوعدكِ سآتي لزيارتكِ مرة أخرى ؛
علينا الذهاب والدي ينتظرنا لأجل زيارة كربلاء .

ليال : لولا زيارة كربلاء ما تركتكِ تذهبين .

عانقتها وقالت : انتبهي لنفسكِ جيداً ؛ سأذكركِ عند الحبيب .

_ وأنت أيضاً ؛ رافقتكم السلامة ؛ وتقبل الله منكم مقدماً .

غادرت فآطمة ووالدتها منزل ليال ‏ وعزمت الأخيرة أن
تفعل ما نصحتها به صديقتها وتطلب العون من الله تعالئى
وتتركه لمشيئته موصلت فآطِمة مع عائلتها للمكان الذي تجد به روحها محلقة
كحمامة السلام ؛ وقبل أن تدخل للحرمين الشريفين

قالت لوالدتها ؛ أمي لو سمحت أريد أن أشتري عباءةو اهديها لصديقتي ليال .

_هل قررت ارتداءها ؟

إن شاء الله تعالئ ... قريباً ‎.
هنالك بعض العوائق ؛ لكنني
متأكدة بأنها ستتجاوزها .

_ خيراً إن شاء الله تعالئ ؛ لنخبر والدكِ عزيزتي ...

سمح لها والدها بذلك ؛ وشجعها ...

ثم توجهوا بعدّ ذلك للحرمين المقدسين

دخلت فآطمة اولاً لزيارة أبا الفضل ؛ بخطواتها الوقورة
وتردد : السلام عليكَ أيها السيد ذو الهيبة الكبيرة » الأخ الحنون ؛ مصنع الغيرة والحميّة ؛ حامِي الظعينة ،الوَفِي ؛ سيد الماء ؛ والشجاع ...

عند ترديدها لتلك الكلمات تذكرت ما قرأته عن حضرة السيد
أبا الفضل (عليه السلام) في إحدى الكتب فيصفه الرجل
المتلهف لرؤية حبيبه فيقول :

(أراه جسدآً ذو جَلاَلٍ وكَرّامةٍ و وقار ؛ كل هذا وهو فاقد
اليدين ؛ مصابٌ بالعين ؛ فداكَ يا نعم الأخ المواسي لأخيه)

وبعد أن أتمت آداب زيارة أبا الفضل عليه السلام توجهت
لأخيه أبا عبد الله (سيد الشهداء)

فتخاطب سيدها بدموع الشوق واللهفة : يا حبيب الزهراء ‏
روحي فداك ؛ سامحني لأنني تأخرت هذه المرة لزيارتكم ؛
أتذكر تلك المرة التي جنت وتشرفت بخدمتكم ؛ ولطفكَ لأنك
سمحت لي أن اخدم بقرب ضريحكَ المبارك ؛ لن أنسى تلك
الأيام أبداً وأتمنى أن تعودّ مرةً أخرى ...

أتمت ايضاً آداب زيارة سيد الشهداء عليه السلام

وقفت فآطمة أمام القبر الشريف ؛ ولم تقل شيئاً بعد ذلك اكتفت بالنظر تجاه القبر ودموعها تحكي ما بداخلها ...

 رواية قَلبٌ طَهُورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن