ليال : حسناً وأنا تشوقت لأرى ما بداخلها ...
التفتت فآطمة لسديم ومياسين وابتسمت ؛ فاستغربتا ؛ لم تكن
الفتاتان تعرف ماذا يجري ؛ أبقت فأطمة قرار ليال بارتداء
العباءة سراً ... حتى يتحقق الأمر .ليال : أرى سواداً »ثم قالت وهي تفتح العلبة : الله الله هبّت رائحة زكيَّة، رغم ان لي سنوات على زيارتي لكربلاء
لكنني تذكرت الآن ؛ هذا العطر هو عطر القبر الشريف ...
ثم صمتت قليلاً عندما رأت ان هذا الشيء هو عباءة ثم قالت:
هل هي !!! عباءة ... أحلم أم حقيقة ؟ هل أنا متوهمة فآطمة؟ضحكت فاطمة وقالت : كلا إنها حقيقة يا ليال ؛ انظري جيداً
إنها عباءة ...ليال : يا إلهي ووضعت العباءة على وجهها واستنشقت
عطرها بقوة وهي تقول ببكاء : لم أعرف بأن السيدة الزهراء
تجيبني بهذه السرعة ؛ ليتني تعرفت عليها سابقاً ؛ تلك السيدة
الجليلة التي منحتني هذه الأمنية بأيام قليلة ؛ يا زهراء يا
مولاتي شكراً لك ...اتعلمين يا فاطمة ماذا حدث ليلة الجمعة ؟ لقد فعلتُ ما قلت
لي ؛ لقد توسلت بالسيدة فأطمة كثيراً ؛ قلت ما أردتُ قوله لهاعليها السلام ؛ وباليوم التالي كنت جالسةٌ مع والدتي وقالت
لي بدون أن افتح معها الموضوعات مرة ثانية :لا أستطيع أن امنعكِ يا عزيزتي بأمر العباءة ؛ إذا كنت
ترغبين بارتدائها ففعلي .تذكرت ما قلته يوم أمس لأمي الحنون فأطمةٌ الزهراء ...
روحي فداها كم هي حنونة ؛ كيف أرد لها جميل صنعها .
مسحت فآطمة دموع صديقتها وقالت :لأنَّ قلبكِ النقي أراد ما تُحبه مولاتنا يا ليال ؛ وكان صادقاً
عندما تكلمت مع السيدة ؛ فتحقق ... أما عن رد الجميل
فالسيدة الحنونة لا تنتظر أن نرد لها جميل كرامتها ؛ اصلاً
لا نستطيع أن نوفي لها حقها ... لكنها تريد منا أن نلتزم بما
يحب الله تعالى وبما علّمته لبناتها روحي فداها من العفة
والحجاب الصحيحإن العباءة هي رسالة أمنا الزهراء وإرثها يا ليال .." علينا
التأكيد على ثقافة العباءة ؛ فهي أفضل ؛ وأكمل وهذا أرضى لقلب مولانا صاحب الزّمان "هذا هو تكليفنا وعلينا القيام به ...
ليال : لا أعرف كيف أشكَرٌكِ عزيزتي ... أنا حقاً ممتنة لك هَدينُكِ افرحت قلبي كثيراً .
أما سديم ومياسين فرحنَ كثيراً لقرار صديقتهما ؛ فقالت سديم
: هنيئًا لكِ يا عزيزتي ؛ كم أنت نقية يا ليال ٠ أتمنى أن أتشرف ايضاً برداء العفة هذا ؛ فلا تنسيني من الدعاء..ليال : لن أنسى إن شاء الله ... أفرح الله قلبكِ كما أفرح قلبي الآن .
فآطمة : أما الآن علينا الذهاب يا فتيات لا نريد التأخر على ابائنا ...