١٦

212 24 2
                                    

ثم تنظر لخادمات الحرم وهي تتمنى العودة للخدمة مرة أخرى بدون تركها »

وتذكرت ما حدث معها أثناء الخدمة ؛ إذ جاءتها فتاة شابة ؛
بحجابها الزينبي وكانت ملامحها تصفها بأنها من دولةٍ لبنان.

‏ نظرت إليها وقالت : أنت في مكان يُغبط عليه عزيزتي
هنيئًا لكِ هذه الخدمة ؛ لا تنسي صاحب الزمان من الدعاء
دائماً ؛ ونسألك الدعاء .

ثم قالت بنفسها : من أنا لأنال هذه المكانة يا سيدي ... لا
أعلم كيف اوفي حقَّ هذه الكرامة ...

وتذكرت موقفٌ آخر حصل معها ؛ لمساعدتها لإحدى
المُسنّات أمام قبر سيد الشهداء (عليه السلام)

فلهجت هذه المرأة بالدعاء العميق لها كأنه يخرج من جوف
قلبها حباً وشكراً لما فعلته فأطمة .

ثم قالت : يا ربّ ما هذه النعمة ؛ ما أجمل دعاء هذه المرأة
الطيبة ؛ اللهم لا تحرمني ....

والتفتت لسيد الشهداء فقالت :
شكراً سيدي الحبيب ؛ أنااشكرك كثيراً .

عادت فآطمة لواقعها بعدّ التحليق بالذكريات التي لا تُنسى ...
ودعت كثيراً أن يَمُنٌَ الله تعالى عليها بالخدمة مجدداً .
وذكرت الإمام الغائب ...

هناك شخص تذكر الروايات بأنه يأتي دائماً لزيارة قبر جده
الحسين (عليه السلام)

فكلما نظرت فاطِمة إلى القبر تذكرت صاحب الزمان
المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

وقالت لاشكٌ بأن الليلة صاحب الزمان موجود » انها ليلة
الجمعة لا بذ إنه هنا الآن » تذكرت فآطمة ما قرأته من
كلمات في زيارة الناحية المقدسة ؛ التي تصف لوعة صاحب الزمان وحزنه الشديد على جده الإمام الحسين (عليه السلام)
في واقعة كربلاء فبدأت تردد :

(قَلن أخَرَتني الدَهُورُ ؛ وَعَافَنِي عَنْ تصْرك المَقدُورُ ؛ وَلَمْ أَكُنْ لِمَنْ حَارَبَكَ مُحَارِباً ؛ وَلِمَنْ نَصَبَ لَكَ العَدَاوَة مُناصباً فَلأنْدُبَنكَ صَبَاحاً وَمَسَاءَ ؛ وَلأَبْكِيَنَ لَك بَدَل الأُمُوع دماً »
حَسرَةً عَلَيكَ ؛ وتَأسفاً عَلى مَا دَهَاكَ وَتَلَهْفَاً ؛ حَتَى أمُوتُ
بِلوعَةٍ المُصَاب, وَغْصَةٍ الإكتئاب) .

" من العيون التي بكت كثيراً على وجه الأرض ؛ عيون
الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ؛ أكثر من
ألف سنة وهو يعيش مأساة الأمة ؛ بالإضافة إلى ما منسوب إليه ؛ إذ تكفيه مصيبة جده الحسين ... فهو يوميا صباحًا
ومساءً يخاطب أبا عبد الله بهذا الخطاب "

بنفسي وأهلي يا صاحب الزمان ...

كم انها كلمات بليغة المعنى ؛ كم تعبر عن همَّ صاحب
الزمان ورغبته الشديدة في الخروج عاجلاً غير آجل ؛ لكنه
ينتظر الأمر الإلهي ...

 رواية قَلبٌ طَهُورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن