٣

589 56 0
                                    


ذات يوم كانت فآطمة جالسة في إحدى حدائق الكلية لوحدها
بانتظار صديقتيها ؛ وكانت تجلس فتاة أخرى ليست بمسافة
بعيدة عنها ؛ لاحظت فآطمة نظرات هذه الفتاة تجاهها ؛ كأنها
تريد أن تقول لفاطمة أمراً ما ؛ أو أنها تريد أن تطلب منها
شيء ؛ لكن الخَجَلَ يمنعها ؛ فهذه ليست المرة الاولى التي
تلاحظ فيها هذه الفتاة بل لعدة مرات منذ بداية العام الدراسي.
حاولت فآطمة أن لا تزعج الفتاة بالنظر إليها وشغلت نفسها
بإحدى الكتب ؛ إلى أن جاءت صديقتيها بعدّ اتمامهن للصلاة
مياسين وسدِيم : السلام عليكم .
فآطمة : وعليكنَ السلام ؛ هل أتممتن الصلاة ؟ .
مياسين : نعم الحمد لله ؛ لكن بعد أن تأخر وقتها ؛ ليتّهم
يمتنعون عن وضع المحاضرات في وقت الصلاة ؛ حتى لو
نصف ساعة فقط .
ستدِيم : صدقاً ؛ ليتّهم .
فآطمة : لا بأس صديقتاي ما دامت إنها لم تتأخر إلى حد
القضاء فالحمد لله ؛ تقبلها الله منكن إن شاء الله تعالئ .
مياسين : إن شاء الله ؛ منذ متى وانتِ هنا فآطمة ؟.
_انتهت المحاضرة قبل الصلاة بدقائق ؛ ذهبت لإتمامها ثم
جلست هنا بانتظاركن .تقبلها الله عزيزتي .

_ومنكم صالح الأعمال إن شاء الله ؛ كيف كان امتحان اليوم
؟

سدِيم : فيه بعض الصعوبة قليلاً ؛ لكن استطعت الإجابة
الحمد لله ,

فآطمة : الحمد لله أتمنى أن تكون نتيجته مفرحة لكِ ؛ وأنت
مياسين ؟.

_ لقد تأجل ليوم آخر عزيزتي ؛ سأحاول دراسته مرة أخرى
بشكلٍ أفضل .

خيرٌ إن شاء الله ؛ وفقكٍ الله ...

وجلسن معاً كالعادة يتحدثنّ عن أمور الصلاة والحجاب
والأمور الدينية لبعض الوقت قبل العودة للمنزل ...

كانت الفتاة تستمع لحديتّهن بحب وتتمنى أن تكون معهن
وتتعرف على الأمور الدينية الصحيحة في الإسلام الذي
تنتمي إليه بالاسم فقط ؛ إذ لا ناصح لها ولا مُوَجهُ ...
مياسين : أختاي ؛ هذا والدي يتصل يجب أن أذهب الآن ؛ لا
بذَّ أنه وَصّل ؛ استودعكن الله .

فاطمة : اذهبي عزيزتي بحفظ الله ورعايته .بقيت سدِيم هي الأخرى تنتظر أخيها دقائق قليلة حتى اتاها »
ثم ودّعَت صديقتها .

أما فآطمة نَوَت التوجه إلى مَكتبة الكُليَّة إلى أن يأتي والدها
فأرادت الفتاة الخجولة أن تتشجع هذه المرة وتتعرف على
فآطمة ؛ وبخطوات مترددة توجهت نحوها :

_مرحبا ؛ السلام عليكم ...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ؛ اهلاً وسهلاً .

_أنا أعتذر إن سببث لكِ ازعاجاً .

إزعاج ! على العكس ؛ حياكِ الله حبيبتي .

_أَعرّفُكِ عن نفسي ؛ انا لَيَال معكم هنا في كلية الهندسة .
اسمكِ مميز جداً ليال ؛ تشرفت بمعرفتك ؛ أنا فآطمة أدرس
الهندسة ايضاً في المرحلة الرابعة .

 رواية قَلبٌ طَهُورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن