٢

794 59 13
                                    

(في الجامعة)

بدأت فآطمة تسير بطربق كُليّتِها وتتذكر الأعوام السابقة
وكيف مَضت بُِسرعة ؛ فرح يخْتَللط بحزن عندما تتذكر أنها
ستفارق صديقتيها في آخر المطاف ؛ كانتا كالأختين بالنسبة
لها ؛ بل أكثر من ذلك

فَهنَ يُمنثلنَ قوقعتها الخاصة وسمائها وهروبها من هذا العالم »
هُنَّ منفاها الذي تُحبه ... وبوسط هذا التفكير العميق ؛ يعيد
ذهن فاطمة صوت ليس بغريب قائلاً :

(من هذه ؟ فآطمة ! السلام عليكِ يا طفلتي المُدللة)

كان الصوت لمياسين صديقتها ؛ رَحبَّت بها قائلة : وعليكِ
السلام يا نجمتي ؛ ألن تكفي عن مناداتي بطفلتكِ المدللة ؟.

لا يَبنتي فأنا اكَبْركِ بسنةٍ كاملة يجب أن تقدري هذا .

_يا إلهي ها قد عدنا ؛ تصدقين لقد اشتقت إليك وللجدال معكٍِ
بهذا الأمر .

أعلم بذلك فقلب الأم يشعر بما تشعر به ابنتها

عندما تشتاق لها ابنتها هي أيضاً تشتاق لها .

_حسناً ماما مياسين ؛ اخبريني أين سَدِيم؟
سديم ؛ تلك السحابة البيضاء ؛ اتصلت بي قبل قليل إنها
بانتظارنا داخل الكلية.

لنذهب إذاً حتى لا نتأخر على محاضرتنا الأولى ...
التقت فآطمة بِسدِيم استقبلتها الثانية قائلة : فآطمتي الحبيبة كم
اشتقت لرؤيتك .

سدِيم حبيبتي وأنا أيضاً اشتقث لكِ كثيراً ؛ كيف حالك ؟
بخير والحمدٌ لله يا صديقتي ؛ وأنت ؟

_أكون بخير أكثر مَعَكُن ؛ لا فرقنا الله عن بعضنا وجعلنا
معاً دائماً حتى تتجعد الأيادي :

مياسين : حتى الفناء يا صديقتاي .

سنَدِيمٌ : بل حتى الجنة يا مياسين .

فآطمة : بشفاعة سيدة الطهر فآطمة الزهراء (صلوات الله
وسلامه عليها)❤ إن شاء الله تعالى .
واتجهت الفتيات لمحاضرزّتهن الأولى فجميعهن في نفس
المرحلة الدراسية من كلية الهندسة في إحدى جامعات بغداد ؛
لكن باختصاصات مختلفة.

شاء الله تعالئ أن يلتقين بخدمة سيد الشهداء (صلواث الله
وسلامه عليه) في كربلاء المقدسة ؛ ثم عرفنَ أنهنَ يدرْسنَ
في نفس الجامعةٍ أيضاً ؛ فتآلفت قلوبهُنٌ حتى أصبحنٌ بهذه
الصداقة الفاطمية القوية .

كانت فآطمة ومياسين مُتوّجات بالرداء الفاطمي ذو الهيبة
الكبيرة والحشمة التامة ؛ أما سدِيم فلا يَنَتْقص ثوبها الحشمة
والهيبة عن ثياب صديقتيها ؛ لكنها تتمنى أن تلتحق بركب
ذات العباءة ؛ إذ كانت تعاني قليلاً من اعتراض عائلتها لهذا
الأمرء فهم لديهم قناعة تامة بأن حجاب سديم مستوفي شروط
الحجاب الإسلامي الصحيح..

أما رغبة سدِيم وحبها الشديد للعباءة جعلها تجتهد في محاولة
اقناع عائلتها بارتداء العباءة الفاطمية ؛ إرث أمنا الزهراء
(صلوات الله عليها) العزيز جداً ؛ ولن تَكُل أو تمل حتى
تحقق غايتها .

مَرّت الأسابيع الأولى على الفتيات الثّلاث بين جِدّ واجتهاد
وتجهيز لبحث التخرج ؛ انها مرحلة مختلفة عن المراحل
التي سلفت ؛ لأنها مسك الختام .

 رواية قَلبٌ طَهُورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن